الأحد, مايو 5, 2024
Homeمقالاتالنظام الايراني والازمات المستعصية : سعاد عزيز

النظام الايراني والازمات المستعصية : سعاد عزيز

الاوضاع الصعبة التي يعاني منها النظام الايراني من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية، وإندلاع الاحتجاجات الشعبية بسبب أزمة الغلاء وإرتفاع الاسعار، حالة الجمود التي تلف محادثات فيينا وحتى إحتمالات إنهيارها، الى جانب إزدياد حدة الانتقادات المختلفة ضده على صعيد دول المنطقة، وخصوصا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في العراق وإيران وأظهرت تراجعا واضحا لدور أذرع النظام في البلدين، کل ذلك بالاضافة الى أمور أخرى مشابهة وبنفس السياق، ياسهم في رسم صورة بالغة السلبية لمستقبل النظام الديني القائم وعدم إمکانياته في التعاطي والتعامل والاخذ والرد مع المعطيات الحالية او المستجدة على أرض الواقع، وان إستمرار الاحتجاجات الشعبية ولاسيما منذ أن تولى إبراهيم رئيسي زمام الامور، قد ساهم أيضا بزلزلة الارض التي يقف عليها النظام ودفعه وبصورة ملفتة للنظر بإتجاه زوايا ضيقة ومحددة، وان النظام الايراني يحاول حاليا وفي سبيل خروجه من هذه الزوايا الضيقة الى القيام بمبادرات ومناورات مشبوهة ومفضوحة هدفها النهائي هو الحيلولة دون سقوط النظام وليس مصلحة الشعب الايراني.
الازمات المستعصية التي يعاني منها النظام الايراني والتي لم يعد بوسعه وضع حد لها او معالجتها على أقل تقدير، باتت اليوم تنخر بجسد النظام وتهد من قوته وجبروته على الاوضاع في إيران، ومن أجل ذلك فإن قادة ومسٶولي النظام وفي سبيل الحفاظ على نظامهم المتداعي والحيلولة دون إنهياره، وبحسب توقعات المراقبين السياسيين، يحاولون وبکل إمکانياتهم تعکير الاجواء السياسية والامنية في المنطقة وخلق حالة من الالتباس السياسي والفکري، وهي حالة لايمکن القول أبدا بأنها لم تجد آذانا صاغية من قبل الجميع، لکنها وجدت أناسا يرغبون بالاستماع إليها من أجل مصالحهم الضيقة.
في ضوء ماقد سردناه، فإن الانتصارات السياسية الظافرة المتلاحقة الي حققتها المقاومة الايرانية بزعامة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية على النظام وخصوصا من حيث إقناع العالم بماهيته الارهابية والمحاکمتان اللتان جرتا في بلجيکا والسويد وفضحتاه وکشفتا عن ضلوعه بإرتکاب المخططات الارهابية وکذلك ثبوت دوره في مجزرة صين عام 1988، کل هذا قد أعطى زخما وقوة وأملا جديدا للشعب الايراني للنضال والمقاومة والوقوف بوجه الاستبداد والقمع وهو مايفسر سبب إستمرار الاحتجاجات الشعبية وبشکل خاص في الفترة الاخيرة دونما إنقطاع، وعکست في نفس الوقت إنطباعا خاصا بقدرة وإمکانية الشعب الايراني وقواه الوطنية وخصوصا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في إحداث التغيير السياسي المرجو في إيران واسقاط النظام الاستبدادي وتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب الايراني وإثبات حقيقة أن إرادة الشعوب هي التي ستحقق الانتصار في النهاية، وهذا الامر بحد ذاته قد رفع من رصيد ومکانة المقاومة الايرانية أمام المجتمع الدولي بعدما أثبتت عمليا من خلال دورها وتأثيرها من إنه تشکل جانبا مهما من المعادلة الايرانية التي لايمکن تجاهلها بأي حال من الاحوال.
النظام الايراني الذي يواجه أکثر من مشکلة ومن وضع عويص سواءا على الصعيد الداخلية حية تحيط به الازمة الخانقة من کل الجهات أو على الصعيد الخارجي حيث العزلة الدولية والمأزق النووي الذي لايمکن للنظام الخروج منه بسلام من دون الاستسلام والخضوع للمطالب الدولية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular