الجمعة, مايو 3, 2024
Homeمقالاتماهر ضياء محيي الدين : التجربة العراقية

ماهر ضياء محيي الدين : التجربة العراقية

يرى الكثيرين أن التجربة الديمقراطية في العراق ما بعد 2003 قد فشلت بنسبة 100% ، وبحجة وضع البلد اليوم لا يسر صديق ولا عدو ، دمار قتل فوضى،صورة غامضة ومشوهة جدا  لبقية للكل و دول العالم الأخرى ، وحتى  بعض  الدول تخشى أن يكون لديه  تجربة مثل تجربة العراق ، وشعوبها ترضى بحكمها رغم معاناتهم القائمة أفضل بكثير من تجارب الآخرين المدمرة . 

في حين يجد البعض أن التجربة الديمقراطية نجحت نجاح باهر في بعض الدول ، وتعيش هذه الدول في وضع يحسد عليه ، استقرار ازدهار تقدم في مختلف النواحي ، الجميع يعيش في مجتمع متفاهم جدا ، احترام متبادل تعايش سلمي ، مثل ما يقال موسى في دينه وعيسى في دينه ، القانون فوق الكل ، لا يستثني احد مطلقا، حقيقة حياة كريمة أو صورة يصعب وصفها ، لذا اغلب الشعوب ترغب بالعيش هناك والهجرة من أوطانهم ، وهذه الدول المقصودة من الحديث هي الدولة الأوربية .

لو سلمنا لهذا الرأي ونقول فعلا البلد بحاجة إلى تغير النظام إلى نظام أخر , هل سيكتب له النجاح ؟  أو بأي  وسيلة  أو طريقة نغير النظام  الحالي ، والاهم من سيغير النظام ، ومن غيره  في الفترات السابقة ، وبعد 2003 كتجربة قريبا وما زال البلد يعيش بيه .

 في البدء وكما يعلم الجميع لا يكتب  النجاح لأي نظام مهما يكون نوعه ، أو حتى لو كان يعبر عن رغبة الغالبية في هذا النظام ، مع الأخذ بعين  الاختلافات في مجتمع  مكون  من  عدة  طوائف  ومكونات ، والكل لديه عادات  وتقاليد اجتماعية وتوجهاتمختلفة،  إذا ما تحققت عدة أمور منها ، الاستقرار السياسي  والاقتصادي و الأمني ، دولة ومؤسساتها في قمة القوة والتنظيم ، جهاز أو سلطة قضائية  مستقلة محترمة من الجميع ، قراراتها لا يعلى عليها تفرض على الكل وفق والتشريعات القانون ، شعب واعي مثقف ، والاهم عاشت التجربة الديمقراطية بشفافية عالية وبحرية  التعبير عن الرأي  ، دون ضغوط   وتهديد ووعيد ، الكفاءات و الخبرات الوطنية محترمه ومقدرة من قبل الحاكمين   ،  وهم أصحاب  المناصب العليا  والقرارات المهمة  للبلد ،والتأثيرات الخارجية قد يكون موجود لكن بنسبة قليل أو معدومة نهائيا .

هذه  الظروف أو مقومات نجاح إي نظام توفرت في التجربة العراقية الجديدة ، و قبلها البلد طوال قرن تقريبا لم يشهد استقرار في  مختلف النواحي , وما شهدنها بعد 2003 وليومنا هذا معروف من أهل الخارج قبل أهل الدار ، تسلط  أحزاب لا تعرف المعنى  الحقيقي  للديمقراطية  ، سخرت كل ثروات وخيرات العراق له من اجل السلطة والنفوذ ، وحتى مؤسساتها لم تنجو منها،والكفاءات والخبرات الوطنية أبعدت عن المناصب العليل والدنيا،والأصح هجرت إلى الخارج ولأسباب معروفة ، والقوانين تشرع وفقمصالحهم،الأيادي الخارجية تصول وتجول في ارض الرافدين ، و تتدخل  وتتوافق مع الآخرين  في تسمية رئيس الوزراء ، كيف سينجح أي نظام في العراق في ظل هذا  التدخل السافر ولا يتوافق مع مصالحهم .

ما  تغير في العراق بعد السقوط مجرد من حكم  الحزب  الواحد  والقائد الضرورة ، إلى أحزاب عدة والى قادة الجميع يدعي انه  القائد الضروري للبلد,ولو توفرت لنا مثل ظروف أوربا اليوم نكون في أحسن حال وصورة ، لكن هذا الأمر لم يتحقق في كل الفترات السابقة والحالية ,وقد  يتحقق للأجيال القادمة .

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular