الأحد, مايو 5, 2024
Homeاراءلماذا الاختلاف في تحديد معنى الإيزيدية ؟ : صبحي نابو

لماذا الاختلاف في تحديد معنى الإيزيدية ؟ : صبحي نابو

 

الايزيدية  هي ديانة سمحاء عريقة قائمة بذاتها على الإيمان بعبادة الخالق الواحد  الاحد -خودى – اي طاووس الملائكة . وبقدسية الملائكة السبعة النورانين  وباحترام جميع الأديان والمعتقدات .
 ان ما يؤكد قدم الدين الايزيدي  النظرة الايمانية إلى (  الهرم الديني) المكون من : النصوص المقدسة والطقوس والعبادات  و الأعياد  ونظام الحد والسد  والمراتب  الدينية ،  يتبعها الإيزيديين  في كل مكان وزمان وحتى يومنا هذا .  الهرم الديني كان سائد  في زمن  الحضارات القديمة  كالسومريين  والبابلين والميتانية ، حيث كان لكل مجموعة بشرية  صاحب أو ملاك مسؤول عن الأمراض و الظوهر الطبيعية والفلك والخليقة  والعالم السفلي  وغيرها ،
في مفهومنا الديني  ان الخالق  يكلف ملائكته بإدارة شؤون الكون ، المجموعات البشرية  ومنها المراتب الدينية تؤمن بخودان وهو ( ملاك) من بين الملائكة السبعة . و يكون لكل فرد  (فرائض )  واجب تاديتها . و( خودانات)  يرافقون الإنسان من ولادته حتى بعد مماته ، الشيوخ و الابيار (الخادمين) لهذه الخودانات  يرشدون مريديهم  إلى طريق الإيمان بوحدانية الخالق و بملائكته و اليوم الآخرة وإلخ  .
في عقد سبعينات القرن العشرين ، باشر عدد من المثقفين الإيزيديين بكتابات في مجلة التراث الشعبي ببغداد ، لتعريف الناس في هذا العالم الواسع  بماهية الديانة الإيزيدية ، من خلال القصص والروايات والاعراف والاساطير  ، اطلقوا عليها  (المثلوجيا الايزيدية ) ، متجاهلين ان الدين الايزيدي يقوم على  النصوص  المقدسة المحفوظة على صدور المراجع وعلماء ورجال الدين الإيزيديين  . ولكن بعض  المثقفين وقعوا في اسقاطات وأخطاء من في كتاباتهم مثل :  قصة سجود الملائكة لآدم و ان طاووسي ملك  هو (عزازيل)  . ويعزى أسباب تلك الأخطاء ،  انهم لم يتمكنوا من وضع مخرجات لقصصهم ولرواياتهم وكتاباتهم  تتفق مع موضوع  الإيمان الايزيدي  .فاصطدمت محاولاتهم مع واقع  النصوص الدينية المقدسة التي لها تفسيرات إيمانية وروحانية منطقية ،  مغايرة لافكار  واجتهادات البعض تماماً . كما ان جهل وامية  بعض رجال الدين المتاثرين بكتب الرحالة والعرب المسلمين  وبطرحات سياسية وحزبية مؤخراً ،  ساهمت في حرف الحقيقة الدينية . و وصل الأمر ببعض الأشخاص الذين لا  يرتقون إلى منزلة عالم أو رجل  الدين  بتأليف بعض القصائد أو أبيات شعرية  ، وقالوا عنها نصوص ايزيدية . على سبيل المثال :  قول البدشاه ، قول الأربعاء ، قول خلمتئ، قول طاووس ملك ، قول ئافرينا دنيايئ ، لكنهم ساروا في طريق التحريف وهذه  المحاولات والمغالطات معروفة ومشخصة و مرفوضة من المرجعية  ومن علماء  الدين الملتزمين بمعاني ومضامبن  النصوص الايزيدية المقدسة لان النصوص الدينية قدمت إجابات مقنعة ووافية لا تقبل الاجتهاء  منها مثلاً : (من هو طاؤوس ملك أو طاووس الملائكة ؟  )  بانه من ذات الله العظمى  هو ليس عزازيل أو كما يسمه البعض أزازيل  . وقصة السجود لآدم أسطورة غير واردة في قول الخليقة الايزيدية . فان عدم التمسك بالنصوص المقدسة وتفضيل القصص الدخلية و الميثولوجيا  على النصوص تحت ذريعه ان بعض النصوص ناقصة أو محرفة .  اوقوا أنفسهم في الإبتعاد عن  الحقيقة . وفي غياب المدرسة الدينية الايزيدية  وتعدد الكتب  والمقالات  المزيفة  التي تسابقت دور النشر والصحف على نشرها . اثرت تاثيراً بالغاً على  تعليم وتربية وسلوك الايزيديين . الذين باتوا  يتناقلون اراء وأفكار وعادات  مخطوئة ومحرفة ولا تمت بصلة بالمنهج الايزيدي الايماني .
جوانب  اخرى ساهمت  بالتحريف أيضاً هي :
 ١. قيام دوائر ايزيدية  مسيسة بإصدار مناهج دراسية لطلاب الإيزيديين من الصف الأول حتى الصف العاشر  تحمل مغالطات لنصوص للسبقات والاقوال التي استندت اليها .منها على سبيل المثال :
 بأن الملاك الذي رفض السجود لآدم هو  الذي نجح في الإمتحان و بقية الملائكة التي سجدت  رسبت في الامتحان الالهي، وان الملائكة أقامت طقس السماء(دوران) حول آدم عليه السلام ، ورغم فداحة هذا الخطأ الايماني  مازال بعض الكتاب و الباحثين الايزيديبن وحتى بعض رجال الدين الإيزيديين  يدافعون عن هذه القصص الخرافية ،  بينما  الحقيقة لا يوجد نص ديني إيزيدي يثبت هذه الادعاءات .
٢.  دخول بعض دعاة الثقافة  والعلم الايزيدي ، في مجادلات عقيمة  لمواضيع دينية ايزيدية مع ممثلي  الأديان والمعتقدات  في حوارات تجريها قنوات فضائية أو في ندوات أو مؤتمرات .، وهذا خطأ فادح في اجراء مقارنات  ببن الدين الايزيدي الباطني المغلق الذي تكون قبل الديانات الابراهيمية بآلاف السنين ولا ينتسب إلى نبي أو رسول ولا يحمل كتاب مقدس كسائر الأديان بل يملك نصوص دينية مقدسة و لا يجوز للعالم الدين ان يعطي العلم للراغبين بالتعلّم إلا بعد ان ينجح المتعلم في إختبار توفرالشروط المطلوبة لأخذ العلم ,
 ذلك لان علوم الدين لها أسرارها الخاصة لذلك نلاحظ عالم
وعلوم الإيزيديين تكون ضمن درجات حتى بين علماء ورجال الدين الإيزيدي أنفسهم ، لذلك فان اي محاولة لفتح أبواب الجدل بين ديانة نشأت وتكونت في ازمان سحيقة .وتحمل فكرا الاهيا يرتبط بالدرة والخليقة الاولى  . وبين ديانات لها زمانها ومكانها المختلفين . تعتبر محاولة غير موفقة .
٣. المشكلة الكبرى التي يواجهها الدين الايزيدي منذ زمن طويل هي : غياب دور المجلس الروحاني في إدارة شؤون الايزيديين  في الاوطان والمهاجر ،  وغياب المدرسة الدينية  في التربية والتعليم لابناء الايزيديين رسخ الانحرافات في التربية والتعليم الايزيدي . . وان (الحل) لمثل هذه المشكلة
 الصعبة هي فصل المجلس الروحاني  يرأسه البابا شيخ وعدد من موظفيه الدينيين عن منصب الامير والامارة الدنيوي . وعدم التدخل في الشؤون الروحانية والتعليمبة والتوجيهية.
الخلاصة :
الديانة الإيزيدية  هي ديانة مشاعية  بسيطة تنظم حياة الايزيدي الفرد في عباداته إيمانه بالخالق الواحد وفي الإلتزام بالنظام الديني السماوي كما يلي :
*الإلتزام بالزواج ضمن مجموعتك أو طبقتك الدينية .
* عبادة  الخالق .وتقديس الملائكة السبعة النورانين ،
* لا وجود لقصة سجود الملائكة لآدم ولا دوران حوله .
* ئيزي أو إيزيد و طاووسي ملك أسم من أسماء الخالق عند الايزيدية، * النصوص الدينية الايزيدية المقدسة وصلت لنا عن طريق أولياء الإيزيديين الصالحين من امين الوحي ملك آدي  . إنتهى
الشيخ صبحي نابو ، رئيس الهيئة التراثية والدينية الإيزيدية في  الاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة.

٥/ ٣/ ٢٠٢٣   ألمانيا.

RELATED ARTICLES

7 COMMENTS

  1. تحية طيبة
    أستادي العزيز لن يصل الئيزديون بالكرامات إلى أي هدف, مع الأسف هم يدعون التاريخ ويكتبون بالكرامات , ولن تنتهي التضاربات في أقوالهم وكتاباتهم أبداً , وكان من الممكن أن يحققو شيئاً لو أن قيادتهم قد تبنّت موضوع توحيد الكلمة والخطاب الديني , لكن هو لا يُبالي بشيء ولا المثقفون تأخذهم الغيرة على تاريخهم ودينهم فيضعوا الخلافات السياسية جانباً فيقومون بتوحيد الكلمة والبحث المتعاون وتبادل الأراء هم بأنفسهم, هذا واجب المثقفين الكتبة ولن يفعلو , أما تراهم الآن جعلونا مريدين للمتصوفين الذين لا تفوتهم ركعة واحدة من الصلاة وشكراً على شعوركم الحريص بالمسؤوولية وخطورة وضع اللامبالات الئيزدية ,

  2. عذراً شيخ صبحي ماذا تقصد بكلمة مشاعية بسيطة .هل يعني بأنها
    تعددية أو وحدانيه إو ثنوية .المعلوم والمعروف بأن الديانة الايزيدية هي ديانة منغلقة باطنية سرية غير تبشيرية .فأعتقد بأن المشاعية كمصطلح يختلف عن هذه المسميات كلها. تحية واحترام

  3. تحية طيبة أعتقد أن الشيخ يقصد ديانة شعبية, نعم هي ديانة شعبية إشتقت مقدساته من ملاحظة الطبيعة بحرية وبدون إملاء أو إدعاء نبي , نعم بملاحظة الطبيعة والمؤثرات التي تصنع الطبيعة والحياة وديمومة المخلوقات , فتعرّف وحدّد أهمها وهي الشمس والنار والثور الذي على كتفه قامت الثورة الزراعية والحضارة فشرب من كأس الإلأه ئيزي ودخل نادي الملائكة والآلهة

  4. تحیة وإحترام، أتفق مع بعضها وأختلف مع أخرة،فعلا الإیزدیین یؤمنون بخالق واحد وهو(خودا)،وأتفق أیضا إنه لاوجود لقصة السجود وبذالك لا ملاك ناجح وآخرین غیر ناجحین وكذالك لا إختبار.ونعم لوجود سبع ملائکة لکن علی رأسهم طاوسملك وإنه لیس أسم من أسماء الله. وهو العمود الفقري للدیانة الإیزدیة بعد (خودا) وكذالك هو المنفذ الرئیسي طبعا مع ملائکته الستة الآخرین لأوامر الله. وكذالك یجب الإعتراف إنه هناك إشکالات في بعض الأقوال، علی سبیل المثال (قەولێ شێخ وآقوب) علی ما أتذکر في سؤال لاماذا الجهنم ؟ لاأرید ذکر الجواب حتی لایستغل من قبل الاخرین.وإشکالات آخرة لا حاجة لذکرها.لذالك فإن الأقوال من تألیف البشر طبعا المؤمنین حالها حال الأحادیث في الدیانة الإسلامیة والمسیحیة وكل الأدیان ولا یوجد توافق عام. وإن للدیانة الإیزدیة مرشدین بإسم الأبیار وکذالك لنا نبي مرسل ولنا أیضا كتاب مقدس منزل. لکن غایب .ودمتم

  5. تحية طيبة
    الملائكة أسماء دخيلة على الدين الداسني الئيزدي, أولاً أسماءهم كلها آرامية من تراث اليهود إعترف بهم الإسلام وفرضوهم على الجميع , ثانياً حتى عندنا بعد الإعتراف بهم بعد الشيخ عدي فقط وليس قبله كلهم ممثلين بأسماء الخاسين البشر معاصرين للشيخ عدي ( وهو الثاني بالنسبة لي) ماعدا رئيسهم طاوسيملك الإله اللاهوتي غير المحسوس, وأين مكان الشيخ عدي رئيس الخاسين , أليس هو رئيسهم ومن هو الملاك الآدي المذكور في قول هةزار و ئيك نافة؟ ………… والله ستدورون وتلفون على أنفسكم حتى آخر الدهر , العنزة تيس الله أصبح عزازيل ثم صار طاوسي ملك …… …………..

  6. أولا أنا لم أذکر الملائکة بأسماء ،أما وجودهم السبعة ومن ضمنهم طاوسملك وبالطبع خودا (الله) الخالق الأوحد هو دیني وإماني وبدون تردد.والخاسین هم رجال ونساء مؤمنین بخودا وطاوسملك و هم مکرمین عند الله(خودا) ،لم ولن یقولوا نحن ملائکة إنها تهم باطلة تلزگوها بهم لیست سوی غلو کما تدعون إن الشێخ عودي قدس الله سرە، هو خودا (دەنگێ قوسا وێتێیا شیخادي بخو خودێیا).طبعا لم یدعي الشێخ ذالك.وأتیتم بقولێ (ماکێ) ولزگتم یزید سادس خلفاء المسلمین بالإیزدیاتي. وأدخلتم سید المرسلین(محمد) في قولێ زبوني مکسور.وتارة تدعون بالزرادشتیة وأخیرا هناك ممن یحاولون بإدخال الأئمة المسلمین المتصوفة الی الإیزدیاتي والحبل علی الجرار.كلها مصالح شخصیة وتخبطات،لکن الحقیقة تبقی ولا یمکن حجب الشمس بالغربال.

  7. تحية طيبة
    وهل تجهل أسماءها؟ صدقني ليست هناك مصالح , لكن التخبط موجود والجهل أكثر , رغم أن الحقائق كلّها كُشفت لكن لا تصدقونها , وهناك إدخال لأسماء تقيّةً وليس إيماناً لكنها أصبحت ضمن الإيمان وغربلتها ليست مستحيلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular