أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتجريد شركتي «وينترشال ديا» الألمانية و«أو إم في» النمساوية من حصص بمليارات الدولارات في مشروعات لاستخراج الغاز في منطقة القطب الشمالي الروسي.
وبموجب المراسيم الرئاسية التي نشرت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، ستعود الحصص التي تملكها الشركتان في حقل «يوجنو روسكوي» وفي مشروعات «أخيموف» إلى الشركات الروسية المنشأة حديثاً.
وتأتي أكبر عملية مصادرة للأصول الأجنبية في روسيا، بعد ما وصفه بوتين بأنه «إعلان للحرب» الاقتصادية من قبل الغرب، بسبب قرار روسيا إرسال آلاف القوات إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وخلال الأشهر الماضية، سيطر رجال الأعمال الروس على بعض الأصول الغربية الكبرى في روسيا، بما في ذلك مصانع تابعة لـ«كارلسبيرغ»، بالإضافة إلى شركة «دانون» الفرنسية لصناعة الزبادي.
وتم تجميد أصول روسية حكومية بمئات المليارات من الدولارات في الغرب، وكذلك أصول رجال الأعمال والمستثمرين الروس. وسيطرت ألمانيا العام الماضي على مصفاة نفط كبيرة مملوكة لروسيا في شويدت، والتي تزود برلين بـ 90 بالمائة من الوقود.
وتضفي مراسيم بوتين الطابع الرسمي على فقدان السيطرة الذي أشارت إليه شركتا «باسيف» و«وينترشال ديا» منذ يناير (كانون الثاني) 2023. وقالت المراسيم إن «هذه الخطوة تهدف إلى حماية المصالح الوطنية وسط تصرفات الغرب غير القانونية وغير الودية فيما يتعلق بالأصول الروسية».
وذكرت «باسيف» و«وينترشال ديا» أن الأصول الروسية للأخيرة، والتي تمثل نحو نصف إنتاجها، تمت مصادرتها فعلياً من قبل الدولة ويجب شطبها. وقالت «باسيف» يوم الأربعاء إن الشركة علمت بهذه المعلومات من الأخبار، وتقوم حالياً بتحليل الوضع بالتفصيل.
وأعلنت الشركة عن خسارة صافية في عام 2022 متأثرة بانخفاض قيمة 7.3 مليار يورو نتج إلى حد كبير عن تصفية شركة «وينترشال ديا إيه جي» في روسيا. فيما توقعت شركة «أو إم في» في البداية أن تتكبد خسائر تتراوح بين 1.5 و1.8 مليار يورو (1.64 إلى 1.97 مليار دولار) من الانسحاب من روسيا.
ومن المقرر أن يتم فصل جميع الأنشطة بمشاركة روسية، بما في ذلك حصة «وينترشال ديا» في خط أنابيب نورد ستريم، وكذلك المشروعات المشتركة مع شركة «غازبروم» المنتجة للغاز، قانونياً بحلول منتصف عام 2024. ويقع كل من حقل «يوجنو روسكوي» ومشروعي «أخيموف» في منطقة يامال نينيتس في أقصى شمال روسيا.
ووفقاً للمراسيم، سيتم نقل الحصص في مشروعات «أخيموف» إلى شركات ذات مسؤولية محدودة تم إنشاؤها خصيصاً وعرضها لاحقاً للتقييم والبيع لشركة غير معروفة تسمى «غازوفي تيكنولوجي». وسيتم بيع أصول «أو إم في» لاحقاً إلى شركة المساهمة «سوغاز»، التي توفر التأمين لشركة «غازبروم». وبحسب المراسيم، فإن جميع اتفاقيات الشركات المعمول بها سابقاً لم تعد سارية المفعول.
