الإثنين, أبريل 29, 2024
Homeمقالاتکابوس 16 سبتمبر2022 لن يترك النظام الايراني بخير : منى سالم الجبوري

کابوس 16 سبتمبر2022 لن يترك النظام الايراني بخير : منى سالم الجبوري

من المٶکد والواضح إن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، کانت بمثابة صدمة عنيفة جدا نظام الايراني بحيث
جعلته يضيع في خضم تخبطات ومتاهاة لاحصر لها، خصوصا وإنه کان يعتقد وبعد إنتفاضتي عامي
2017 و2019، بأنه لن يکون هناك أحد سيجرؤ على الانتفاض بوجهه وإن الامور کلها قد صفت
لصالحه تماما، لکن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، جعلته على يقين بأن الشعب الذي رفضه في
الانتفاضتين السابقتين، هو نفس الشعب الذي سيرفضه على الدوام ولن يرضى أو يقبل بغير إسقاطه
بديلا.
المعلومات المختلفة التي أعلن عنها النظام الايراني بشأن قضائه على تلك الانتفاضة، والتي في مجملها
تتعارض وتتناقض مع الواقع ومع حقيقة وأصل ماقد جرى، هي محاولة من جانب النظام من أجل خلط
الاوراق والتمويه على الحقيقة وتشويهها خصوصا وإن النظام قد أدرك بأن الانتفاضة الاخيرة قد کانت
إعلانا صريحا من جانب الشعب الايراني عن رفضه القاطع له وإيمانه الکامل بمنظمة مجاهدي
خلق(التي تقف بوجه النظام وتعارضه منذ 44 عاما)، ولهذا فقد إنتاب النظام حالة من الجنون کرد فعل
على تلك الحالة، سيما وإن التحالف بين الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق قد شکلت الاساس في
إسقاط نظام الشاه.
الاجراءات الدموية القمعية التعسفية التي بادر إليها النظام بعد إنتفاضة عام سبتمبر2022، والتي سعى
من خلالها للإيحاء بقوته ومناعته ومن إنه لايزال يمسك بزمام الامور، ليست دليل قوة ومناعة کما
يوحي بذلك وانما هي کما الحال مع صحوة الموت أو رفسات الذبيح التي هي آخر مافي جعبة النظام،
وإن المراقبين والمحللين يرون ذلك دليل ضعف للنظام و ليس قوة.
ينخدع الکثيرون عندما يجدون هذا النظام الارعن يبادر الى إتخاذ خطوات قمعية ضد خصومه يعتبرون
ذلك دليل قوة إذ أن هذا النظام يعمد دائما وفي الاوقات اللحظات الحرجة التي يواجه فيها ظروفا صعبة
وحساسة الى القيام بردود فعل دموية أو متطرفة ظنا منه بأن ذلك قد يدفع خصومه الى تحاشيه والابتعاد
عنه وبذلك يلتقط أنفاسه، لکنه وعندما واجه إنتفاضة سبتمبر2022، التي لعبت فيها وحدات المقاومة
التابعة لمنظمة مجاهدي خلق دورا حيويا فعالا، فإنه قد فقد الکثير من المقومات والامور التي کان سابقا
يعتمد عليها في تسيير وتمشية أموره، وإن ماقامت به وحدات المقاومة في الإنتفاضة الاخيرة من دور
کبير جدا في إرباك النظام وجعله يفقد توازنه ويجد نفسه في خضم التناقضات والتخبط، وإن مايقوم به
النظام حاليا من جهود ومحاولات مختلفة من أجل تدارك نفسه وإنهاء آثار وتداعيات إنتفاضة
سبتمبر2022، هي محاولات غير مجدية بالمرة ذلك إن کابوس 16 سبتمبر2022 لن يترك النظام
الايراني بخير أبدا.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular