الجمعة, مايو 3, 2024
Homeمقالاتفي خضم إستعدادات النظام الايراني لمسرحية الانتخابات : منى سالم الجبوري

في خضم إستعدادات النظام الايراني لمسرحية الانتخابات : منى سالم الجبوري

يواجه النظام الايراني أوضاعا صعبة غير مسبوقة وهو يريد إجراء مسرحية إنتخاباته الکارتونية في
الاول من آذار القادم، وفي خضم ذلك يتم إطلاق تصريحات مختلفة من قبل قادته ولاسيما خامنئي
ورئيسي من أجل الحث على المشارکة فيه، لکن الملفت للنظر هنا إن هذه التصريحات لاتتناسب
وتنسجم في هذه الفترة مع الاوضاع الوخيمة والمزرية التي صار النظام يعاني منها على مختلف
الاصعدة ولم يعد بوسعه إخفائها، ذلك إن الإيحاء بقوته وإقتداره داخليا وإستمرار دوره المشبوه إقليميا
ودوليا يتعارضان تماما مع مايواجهه من تحديات وتهديدات محدقة به من کل جانب، وقبل ذلك کله
رفض الشعب له وعزمه على إسقاطه، بل وحتى إن العالم کله صار يعرف بأن أغلبية الشعب الايراني
ترفض المشارکة في مسرحية الانتخابات المزيفة للنظام.
داخليا، لايزال النظام يواجه رفضا شعبيا متعاظما هو في الحقيقة نتيجة ورکام وحاصل تحصيل لنهج
وسياسات فاشلة لهذا النظام طوال ال44 عاما المنصرمة، کما إن موقف الرفض والکراهية الشعبي في
سائر أرجاء إيران هو أيضا نتيجة تأثير 3 إنتفاضات عارمة ضد النظام الى جانب التأثيرات الکبيرة
لنشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق على إرتفاع المعنويات والحماس
الشعبي لمواجهة النظام والوقوف بوجهه. وإن نظرة الى مايحصل حاليا في داخل إيران يٶکد لنا بأن
الشعب والمقاومة الايرانية ومجاهدي يقفان معا في جبهة واحدة ضد النظام ويرفضان الاعتراف
بشرعيته، وإن حالة الفوضى والتخبط والهلع التي تسود في أوساط النظام والتخوف من إندلاع الانتفاضة
الکبرى ولاسيما في خضم الاستعدادات لهذه الانتخابات الصورية، إنما هو بسبب تخوف النظام من هذه
الجبهة التي تزداد قوة ومناعة وتتقدم للأمام من أجل تحقيق هدفها الاساسي بإسقاط النظام.
إقليميا ودوليا ولاسيما بعد دوره الاکثر من مشبوه من حيث التورط بالحرب المدمرة الجارية في غزة،
فإن النظام يواجه تراجعا وضعفا أکثر من واضح وإن إزدياد عزلته الدولية وإستمرار العقوبات الدولية
عليه وتضييق الخناق على الاحزاب والميليشيات العميلة التابعة له ولاسيما في لبنان والعراق واليمن
وسوريا الى جانب تزايد الضغوطات الدولية على النظام فيما يتعلق بأوضاع حقوق الانسان في إيران
وتزايد الادانات الصادرة بحقه أو التي تطالبه بتحسين أوضاع الانسان والمرأة والکف عن إرتکاب
الانتهاکات الاجرامية بحق الشعب الايراني، کل هذا وغيره يثبت ويٶکد بأن النظام الايراني يواجه عزلة
دولية خانقة لايتمکن أبدا من إيجاد ثمة فسحة فيها لکي يجدد نشاطه. وإنطلاقا من ماقد أسردنا ذکره فإن
التصريحات الخرقاء لقادة النظام بمناسبة الانتخابات الصورية والتي يسعون من خلالها للزعم بقوة
النظام، ماهي إلا تخرصات فارغة وجوفاء لاوجود أو صدى لها على أرض الواقع بل وعلى العکس من
ذلك تماما.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular