تقع الى الشرق من قرية سريشكة و الى الغرب من قرية النفيرية,عدد دورها يتجاوز الـ( 100 ) دار. سكانها يعملون في الزراعة, و يكافحون من اجل رزقهم بهدوء و صمت. شأنها شأن النفيرية لا يوجد عداوة او ضغينة بين اهلها.
اعتبر هذه القرية, امي الثانية بعد بحزاني, لان والدتي رحمها الله من هذه القرية. اشتاق اليها كما اشتاق الى بحزاني اذا طال غيابي عنها. بالرغم من بساطتها و ضيق ازقتها الا اني لا ارتاح في اي قرية اخرى او مدينة اخرى كما ارتاح فيها.
شعبها مضياف,متواضع,و كريم, و عندما تحل ضيفا عليها, ترى كل القيم القديمة فيها, الصدق, المحبة,الجيرة الحسنة,البساطة, عشق السلام, احترام الكبير و الغريب, و تقدير الصغير و العطف عليه.
الحضارة المعاصرة و الانترنيت و التكنولوجيا لم تفسدها, و لم تؤثر عليها سلبا, بل نقلوا منها الايجابيات فقط, و اني احسدهم على حفاظهم على مثلهم العليا القديمة كما كانت. من طيبة قلبهم عندما تزور قريتهم, يتمنى الجميع بان تكون ضيفا عليه.
من كثرة حبي لخالي ( خدر سيسو درويش ) و عقيلته ( نيسان جندي نعمان ) و تقديري لهما, كنت و لا ازال اعتبر كل اهالي خوشابا و النفيرية اخوالي,و من كثرة حبي لهما, اعتبرت و لا ازال اعتبر كل عشيرة الدومللية اخوالي, و انادي كل فرد منهم بالخال.
خوشابا هي الشقيق التوأم لقرية النفيرية, وكان اهلها شأنهم شأن اهل النفيرية, يترددون على الزاهد المتدين جدا ( كوجك سعيد), و يسمعون نصائحه و ارشاداته, و يطبقونها بحذافيرها, و كان الكوجك دائما يحذرهم من سلوك طريق الشر و الرذيلة, ويحببهم الى سلوك طريق الخير و الفضيلة, و بفضله و بفضل عقلاء القوم, لم تتعرض قرية خوشابا شانها شان قرية النفيرية الى اي عمليات نهب او سرقة او اعتداء, بالرغم من كل التقلبات السياسية مدا و جزرا.
هذه القرية وشقيقتها النفيرية فريدة من نوعها لعمل الخير لهم و لغيرهم, فعندما يرومون تاسيس او انشاء مشروع يفيد القرية , ترى الجميع يتهافت, للعمل في هذا المشروع او في تنفيذه, و كانه ينفذ المشروع لأهل بيته, و لمنفعته الخاصة. عندما يحصل فرح او حزن في القرية , ترى الجميع يخدمون اهل البيت, بحيث يزيلون التعب و الحزن عن اهله.
اتمنى من جميع قرى الايزيدية ان تحذو حذو قرية خوشابا و النفيرية, اللتان تمثلان رمزا للسلام و المحبة و التعاون و حب الخير, فكل الاخلاق الفاضلة تتمثل في هاتين القريتين. لولا حبي لاهل بحزاني و بعشيقةو لبنيت دارا هناك وعشت فيها الى الابد.
بارك الله اهل خوشابا, و رحم الله خالي و زوجته اللذان كانا يحباني و اخوتي كحبهما لاولادهما, اسكنهما الله جنة الفردوس, و رحم الله اموات الجميع.
• كاتب بالشأن الايزيدي –الولايات المتحدة
