السبت, أبريل 27, 2024
Homeاراءعيد نوروز من المنظور الديني والتاريخي:د.خيري خضر الشيخ

عيد نوروز من المنظور الديني والتاريخي:د.خيري خضر الشيخ

ان اول مصدر تاريخي لعيد النوروز جاء من بلاد سومر بالاستناد الى ما جاء في الالواح السومرية تحديدا .
حيث كان السومريون يعرفون علوم الفلك من خلال مراقبة حركة القمر واكتشفوا الاعتدال الربيعي حيث يتعادل الليل والنهار والذي يقع في ٢١ اذار .
وكان هذا العيد يعرف عند السومرين بعيد زاك موك الاول ،وكانوا يحتفلون بهذا العيد بشكل متكرر مع كل راس سنة التي تبدا في ٢١ اذار وكانت الاحتفالات تجري في اور عاصمة السومرين .وكان عيد راس السنة السومري يسمى شيكور كو بمعنى عيد الولادة والتجدد ( حيث الزواج المقدس بين الاله دموزي اله الزراعة والرعي والالهة انانا الهة المطر والحب ،ويقوم به الملك مع الكاهنة العليا لتمثيل هذا الزواج ) .
علما ان زاك موك الثاني يصادف يوم ٢١ ايلول الذي كان يسمى عند السومرين اكيتي حيث الاعتدال الخريفي حيث موت دموزي ونزوله الى العالم السفلي ويسمى العزاء الجماعي .
بعد ذلك احتفل الاكديون والبابلين والاشورين بهذا العيد ايضا ،وفي العهد البابلي في زمن الملك البابلي السادس حمورابي تم الغاء الاحتفال بعيد زاك موك واختصرت الاحتفالات على عيد الاكيتو الذي كان يقام في الاول من نيسان الشرقي البابلي لانه يوجد فرق ١١ يوم عن الحساب السومري.
وانتقل هذا العيد من البابلين والاشورين الى الفرس عن طريق الميديين الذين كانوا يعيشون في المناطق المحيطة بجبال زاكروس وكان يسمى نك روز ، ومنهم الى القبائل الهندية(يسمى الان عيد الالوان في الهند) والفارسية واسيا ودخل هذا العيد في التقاليد الدينية الزردشتية الفارسية حيث ذكر في الشهنامة ان الملك جم جلس على عرش من الذهب وامر اتباعه بالتجوال في البلدان ولما وصل اذربيجان واشرقت الشمس فسطع عرشه الذهبي وقيل الناس قد اتى الشعاع من الملك جم ولذا سمي جمشيد الى الملك المشع او الملك النور حيث ان كلمة شيد تعني الشعاع في اللغة البهلوية ،وبما ان الناس شاهدوا هكذا شعاع ونور لاول مرة فسمي نو روز اي يوم جديد واتخذ منه اليوم الاول للسنة الفارسية وهذا عيد ديني زردشتي ولا توجد اسطورة كاوة في النوروز الزردشتي الفارسي ، وحتى الملوك الساسانيين الفرس كانوا يحتفلون بهذا العيد بطقوس دينية تشبه الطقوس التي كانت متبعة في العراق القديم ، واطلقوا عليه عيد النوروز (يوم جديد ).
وكذلك انتقل الى بلاد الشام ومصر (شم النسيم الذي هو بالاصل شمو اي التجديد ).
وكان العيد الرسمي في العراق على مر التاريخ والى بعض فترات من العصر العباسي .
والجدير بالذكر ان اسطورة وخرافة بطولة كاوه الحداد مع زوحاك اوجدتها الفرس والزردشتين وتلفيق كذبة قتل الشباب واعطاء ادمغتهم الى الافاعي التي تعيش على جسم زحاك كلها للتقليل من مكانة الملك الميدي الميثرائي الشمساني ازد هاك ( ازد من ازدان اي ميثرا اي شمس ، دهاك اعلى مرتبة من مراتب الموك او موغ التي تعني المبشرين). حيث قتل ازدهاك عن طريق خيانة هارباك كبير قادة الجيش الميدي الذي تحالف مع الفرس ومهد الطريق امام كورش الثاني (كاوه ) ابن الملك الاخميني الزردشتي الفارسي كورش الاول (قمبيز)
ليقتل الملك الميدي المسن ازدهاك (الذي كان جده من طرف امه مندانا التي هي بنت ازدهاك ).
وبمؤامرة من الفرس حيث تم قتل الملك الميدي ازدهاك ابن كيخسرو ابن خشاتريت ابن دياكو الذي هو مؤسس الدولة الميدية الميثرائية ،والدليل التاريخي هو ذكر اسم كيخسرو والميديين في النشيد الوطني الكردي اي رقيب ولم يذكر اسم كاوة لانه لايوجد شخصية او قائد كردي باسم كاوة . ويقال ان ازدهاك قد مات في كهف في جبل دماوند بعد ان اسره كورش الثاني وقيده في الكهف ليموت هناك .وتم السيطرة على العاصمة الميدية انباتانا (همدان) .والقضاء على الحضارة والطقوس والاعياد الدينية ومنها عيد زاك موك او ملك زان الميدي الشمساني الاري الفلكي ،اما وجود النار فهي مقدسة لدى الشعوب الارية ومنها الميدية والازدايية الشمسانية والزردشتية وهذا يضيف قدسية لهذا العيد ،والدليل على احتفاظ الازدايية بالمراسيم والطقوس القديمة ما نلاحظه ليلة عيد راس السنة الايزدية سرسال حيث توقد السراج والفتائل لانها ليلة شف برات الشمسانية الاصلية وتعني شه فا به رى سالا نوو اي الليلة التي تسبق السنة الجديدة ولكن للاسف حولها العدويين الى ليلة القدر كتلك الاسلامية في منتصف شعبان الهجري علما كل اعياد الازدايية الشمسانية هي على الحساب الشرقي .
وفي الحقبات الزمنية اللاحقة تم تحويل هذا العيد (عيد ملك زان الاول ) من الطابع الديني الى الطابع القومي بغية اخفاء حقيقة هذا العيد الميدي الشمساني الاري العريق .والحقيقة ان نوروز لم يكن عيدا قوميا للكرد بل انه يوم قتل الملك الميدي زاهاك بيد كورش الثاني الفارسي ابن كورش الاول قمبيز وبخيانة قائد الجيش الميدي هارباك .
د.خيري خضر الشيخ
المانيا / 21 .3 .2023
RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. تحية طيبة
    شيخي العزيز, كاوة الحداد , وإسمه الآشوري أرباس, لا علاقة له لا بنوروز ولا الإطاحة بأستياك الميدي, بحسب الحديقة الناصرية, كان زعيم الميديين في نينوى تسلم مسؤولية حماية العاصمة أي قائد عسكري , فتمرّد و تعاون مع نابوبلاصر الكلداني وقضيا على الملك الآشوري سانابل إبن آشور بانيبال الذي نكل بالجميع بقسوة لم يعرفها أحد بحيث قتل أخاه, هذا كان في نينوى 612 ق م نوروز حدده زرادشت في إعتكافه وحسابه من 630 إلى 620 ق م في أورمية, والإطاحة بأستياك جاءت في 546 ق م الميلاد في همدان من قبل حفيده لإبنه لأنه لم يخلف ذكراً يقود الشعب بعد عمر طويل فكان يستولي على الحكم أقرباؤه لولم يفعل كورش المناسبات الثلاثة متقاربة فتداخلت عبرة الروايات إلى ما هي عليه الآن
    ليست هناك أية علاقة دينية أو قربى بين الئيزديين والساميين والسومريين المغول أبداً ثلاثتهم سكنوا بلاد الرافدين وعلاقتم ببعضهم هي علاقة تجاور والتجاور في معظم الأوقات هي عداء وخضوع وسيطرة (أنظر الآن العلاقة بين الدول المتجاورة أو الأقليات المحكومة والثورات الداخلية هكذا كانت العلاقات بينهم حتى إنقرض السومرين وإنصهروا في الأكديين الساميين لأنهم كانوا مجموعة صغيرة نسبياً
    أما الأعيلاد والمناسبات فجميع الشعوب لها مناسباته خاصة في الربيع حين يبدأون حياة جديدة وسنة جديدة وحظاً جديد, وكل بأسمائهم من لغتهم وعاداتهم لكنها كلها في فترات متقاربة محصوة في أفضل الأوقات وهي الربيع هذا ما لاشك في ولا واحدة منها قد صادف عيد سرصال في أربعاء نيسان ولا في 21 آذار ولا بنفس الأسماء السومرية منها والسامية تتفوت من بداية نيسان غربي وبعدها ولا أيٍّ منهم قد إستخدم التقويم الشمسي كلهم بالحساب القمري والزقورات هي لرؤية القمر وضبط الحساب وقد إستخدموا أنواع مختلفة من الكبيسة لتثبيت المواعيد وشكراً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular