الجمعة, مايو 3, 2024
Homeابحاثحاجي علو: تاريخ الإمارة الئيزدية

حاجي علو: تاريخ الإمارة الئيزدية

 

تاريخ هذه الإمارة لم يبدأ قبل الشيخ حسن ولو بساعة, لأن هذا الإسم لم يكن قبله , أما تاريخ هذا الشعب ـ الئيزدي ـ فهو قديم تمتد جذوره إلى العهد الكيشي في جنوب العراق يُؤكد ذلك قول جمجمي سلطان الكيشي البابلي , وعريض يشمل كل شبرٍ من أرض كوردستان وإيران زمين,سنحدده في أقليم حكم الأسرة الشمسانية (ميركًه)التي تعرّفت على الشيخ عدي الذي تبلورت إمارة جديدة على يده منفصلة عن غيرها من الكورد المسلمين بتمسّكهم بدينهم الساساني, وبالمناسبة هي أسرة بٍير قبل مجيء الشيخ عدي وعلى الارجح تنحدر من مير جعفر الداسني, لُقبوا بالمير بعد طول عهدهم في الزعامة فهم أميار ومن عمومة هسلممان . وهم حضريون (ختاري) أصحاب معبد مثرا الشمساني، كانوا يسكنون الحضر قبل الإسلام , وقد تشتت وهربت شمالاً بعد حروبٍ ومعارك دموية فظيعة حتى إستقروا في الجبال في منطقة الحرير والشيخان وليس مستحيلاً أن يكون بعضهم قد لجأ إلى إيران أو سورية, كلٌّ إلى ما سعت إليه رجلاه, ولم يعد هناك مير ولا زعامة ولا مملكة , وقد قاوموا الإسلامبشدة كلما تهيّأت لهم فرصة لذلك فكانوا هم عضداً لثورات الخوارج وابراهيم الأشتر وقافلة نينوى بقيادة سليمان بن صرّد الخزاعي وأياً كان رفع السلاح ضد الدولة المسلمة كان الداسنيون عوناً لهم , وممن سمعنا بإسمائهم جعفر الداسني وكذلك إسم عيسو المهتي, كلهم خسروا وهربوا ولم يعد هناك أثر لإمارة أو زعامة من أيّ نوع, حتى ظهور صلاح الدين نهضوا ثانيةً وبزعامة هسلممان ومحمد رشان والشيخ عدي الثاني و تكونت الإمارة الئيزدية الحالية تحت مظلة الأيوبيين , سُلمت الزعامة إلي القاتانيين الساسانيين بعد وفاة الشيخ عدي وبالتوافق في 630 هـ وحتى اليوم .

ليس صحيحاً أن نقول الإمارات الئيزدية أبداً :

قبل الإسلام كانت إمارات داسنية عديدة في كوردستان التي كانت تشمل جميع العراق وقسم كبير من سورية وتركيا وغرب إيران, فالدولة الساسانية كانت فيدرالية الحكم الملكي الشاهنشاهي , إمارة بابان كانت واحدةً منها ومثلها أقليم الحضر الختاري مقر الاسرة الشمسانية الحالية وإمارة السوران وأربيل والعمادية وحلب والموصل ……., إنهارت كلها بعدالإسلام وأصبح الإسم الداسني كفراً ومخيفاً يتجنبه أصحابه فكان الداسنيون المصلاويون يدّعون انفسهم بالموحدين قبل الشيخ حسن وعلى يده تسمّوا بالئيزديين وفي الموصل أولاً, تماماً كالدروز حتى اليوم هم ينكرون هذا الإسم ويدعون أنهم موحدون .

بعد الإسلام لم تعد هناك إمارة ولا زعامة من أي نوع, حملات الغزو و تشتت وفرمانات لمدة ستة قرون متوالية على مدار الساعة , في العراق كانت حروباً طاحنة على مدى الحكم الراشدي والأموي وكان رفضاً قاطعاً للإسلام من البصرة وإلى نصيبين وأربيل ميدان واحد , ترتكب فيها الفظائع من حينٍ لحين , حتى إستقرّ الحكم العباسي في وسط العراق فأذعن العراقيون الداسنيون للإسلام والتعريب معاً ولم يبق لهم أثرفيه , الذي لم يهرب قتل أو أسلم وأستعرب , والأسرة الشمسانية هي من المحظوظات التي نجت بجلدها والتجأت إلى الجبال, وكثيرين من الئيزديين الحاليين ينحدرون من أصولٍ كوفية ومدائنيّة وغيرها مثل عشيرة الجوانا السنجارية ومؤسسوا مذهب العلويين هم من سامرّاء وكثيرون لا نعرفهم .

نُشر مُؤخراً في موقع بحزاني الموقر مقالٌ يؤكد تأكيداً حاسماً على شمول الداسنيين الكورد في جميع نواحي كوردستان من أقصاها إلى أقصاها لكن الإعتماد الأعمى على المصادر الأجنبية لا تُرشدنا إلى الحقيقة أبداً فكلّهم تقريباً مسلمون ملتزمون بعقيدة الولاء والبراء لا يخرج صدقاً من فمهم تجاه غير المسلم أبداً وإن عبروا عن شيء من الحقيقة أخرجوها معوجّةً ضد الضحية , كيف للأجنبي أن يقف على حقيقة قومٍ يختبئون في الجحور من سيف دولة سفّاحة ؟ إن عُرفوا أبيدوا فسماهم بالمردة عابثين بأمن الدولة التي خرجت من الصحراء ذبحتهم واستولت على قراهم ودفعتهم إلى جحور الجبال , لكنهم يتعاونون مع الروم ضد الدولة المعتدية , هذاهو الدليل القاطع على الإضطهاد الإسلامي العربي الدموي بكل أنواعه ومنذ أول يوم خرجو من جزيرة العرب .

ثم أن الإمارة الداسنية لم تكن في دهوك وحدها جميع كوردستان كانت داسنية , بل وأشك أن تكون هناك إمارة في دهوك فتسمية دهوكا داسنيا لم تأتِ إلاّ بعد إنحسار الداسنيين من جميع النواحي المجاورة بحيث أصبحت هي وحدها داسنية والأطراف قد أسلموا وهذا لم يحدث إلا بعد اسلمة جميع كوردستان تقريباً, ليس قبل قرنين أو ثلاثة قرون كأبعد إحتمال فالمصادر القديمة لا تذكر هذا الإسم, ثم أن مركز الإمارة الداسنية ـ الئيزدية الناشئة كان في لالش في 620 هـ وهذا لا يُطابق 1236 ميلادية , ولم تكن إمارة ئيزدية في مكان آخر من كوردستان , ولم ينتقل مركز الإمارة الرسمي من باعذرة بعد لالش أبداً عدا خروج الامير منها أحياناً لأسبابٍ ظرفية مؤقتة ,وهي إمارة واحدة وكل من آمن بالمذهب الئيزدي الجديد لم يستقل عنها أبداً حتى لوكان في أذربيجان أو الأناضول , حتى في النزاعات الداخلية مثل حمو شرؤ ضد سعيد بك,

أما ظهور زعماء عشائر ئيزديين فهم أبطال ناضلوا من أجل شعبهم ودينهم سواء بالولاء للدولة المسلمة أم ضدها فهم كثيرون في التاريخ وليسوا إمارات ئيزدية مستقلة عن إمارة الشيخان الدينية ـ الدنيوية, أينما كانوا , نقل آلاف الأُسر من وطن لآخر فهذه أكاذيب الكتبة المسلمين مثل الدملوجي والحسني حينما قال ( لم يكن يزيدون في سنجار ، لكن أحد رجال الشيخ عدي تعنّت ورحل إلى سنجار مع أربعمئة أسرة فأصبحت سنجار وطناً ثانياً لهم ….)) وهنا الأمير عيسى ينقل ألف بيتمن الكورد اليزيدانيين إلى أذربيجان ,وهناك آخر……. وهكذا أكاذيب الكتبة الأعداء لا نهاية لها, الهجرات الرعوية البدوية, كانت معتادة وتعود إلى مواطنها الثابتة , أذربيجان هي جزءٌمن وطن الكورد الداسنيين قبل أن يغتصبها الاذريون ,الهجرات الفظيعة غير المنظمة حدثت بعد الزحف الإسلامي وليس بسبب أهواء الزعماء, ثم أن كوهستان ليست بلداً أو أقليماً جميع المناطق الجبلية في العالم هي كوهستان , جبال الأنديز هي كوهستان جبال الألب هي كوهستان كما جبال الشيخان أو غيرها , هي كلمة فارسية وكوردية بنفس الوقت وتعني المنطقة الجبلية , ثم كيف أصبح وزيراً لهارون الرشيد وقد مات هارون قبله بثلاثمئة عام ؟

في فقرة علي البالةيي لم يكتب فيها كاتبٌ كلمةً صحيحة , مختصرها أن ميري كورة وإسماعيل باشا العمادي لم يستجيبا لشكوى ملا يحيى لا ناصره ولا تعاطف معه أحد لبطلان حججه ودعواه,ميري كورة تحرّك بفتوى من الملا الخطي للقضاء على الئيزديين لعدم مناصرتهم إيّاه وإمتناعهم القيام ضد الدولة العثمانية تماماً مثل أمير بوطان وإسماعيل العمادي والعقراويون ولا أحد من المسلمين الكورد والئيزديين ناصروه , وعداوته مع الئيزديين كانت قديمة من عهد زعماء سوران السابقين علي وسيفدين اللذان قاتلهما حسين باشا الداسني في زمن القانوني 1535 , وقد إنتقد أحمد بك شقيق الامير الأعور بشدة أعمال ملا يحيى عندما إلتحق كمقاتل متطوع لحكام الموصل والإغارة على قرى سنجار وقتل الئيزديين في كري عربا إنتقاماً لعمه الذي قتل بين الئيزديين بطريقةٍ تختلف تماماً عما يرويه الكتبة الأعداء , ثم أن علي بك لم يهرب فلو هرب لهرب إلى سنجار إنما قبض عليه ومضى ثلاث سنوات في الأسر مكرّماً قبل أن يُقتل, بحسب وصف حسين حسن الموكرياني في كتابيه إمارة سوران وأُمراء سوران وهو إبن تلك المنطقة وأعرف بالحقيقة من غيره

ثم أن عبدي بك لم يكن شقيقاً لجاسم بك ولا ميرزابك إبناً لعبدي بك ، عبدي بك هو شقيق حسين بك وحسين بك هو والد ميرزا بك وعلي بك وبديع , عبدي بك هو والد إسماعيل جول وميان خاتون , جاسم بك هو إبن صالح بك وربما إنقرض نسله فليس بين البسمير الحاليين أقارب له بحسب علمي .

في 1623 لم يحدث أي تغيير جوهري في نسب الإمارة ومحمد الباطني الذي يسميه الكتبة بالأربيلي لم يكن في هذا العام هو تسلم الإمارة سلميّاً في زمن الشيخ حسن وهو على قيد الحياة ومشور ختي بسي يشهد على ذلك وكذلك الكلتور الئيزدي الشفاهي وفي مجلة دنكي ئيزديا الصادرة في أولدنبرك ألمانيا 1997 نشر تسلسل نسب تحسين بك ب22 جد إلى الشيخ أبوبكر مارّاً ب حسن جول وبداغ بك وحسين باشا الداسني وزينل بك وحمزة وهادي الموقع على المنشور إلى جانب الشيخ حسن والشيخ شمس ثم الشيخ محمد الباطني الذي تسلم الزعامة في 630 هـ .

وأخيراً :

(( برزت للوجود إمارة كانت مريضة أكثر من الدولة العثمانية، بل وأحيت من قبرها بعد تشكيل الدولة العراقية الملكية عام 1923م!.ماهو سرّ ذلك؟))

السر في ذلك هو شخص إسمه (إسماعيل جول )رحمه الله رحمةً واسعة , الإنكليز والفرنساويون فرضوا الإنتداب وتطبيق مبادئ ولسن الأربعة عشر ـ إن لم تكن ضد مصالحهم ـ وهي تحرير الأقليات وحرية العبادة وفرض العلمانية على الإسلام كما حدث مع كمال باشا , وكان للمرحوم علاقات جيدة جداً مع المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس, فأدخل الدين الئيزدي كدين مستقل له حرية العبادة كباقي الأديان , في الدستور الأساسي , وهكذا رعت حكومة الإنتداب هذا الدين وهذه الأقلية وإزدهرت , ولولاه لكنا الآن كالكاكئيين مسلمون في السجلات وعشيرة ئيزدية على الأرض نصرخ ونرفض دون أن يسمعنا أحد كالكاكئيين الآن تماماً .

أليس هذا بطلاً ونبيّاً وصانع دين وشعب أيضاً ؟ 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular