السبت, مايو 18, 2024
Homeمقالاتالمشکلة مع الشعب بحد ذاته : منى سالم الجبوري

المشکلة مع الشعب بحد ذاته : منى سالم الجبوري

بعد إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة التنظيمات الارهابية وتشديد العقوبات الامريکية والتضييق الى أبعد حد على تصدير النفط الايراني وبعد فرض العقوبات على المرشد الاعلى الايراني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، فإن الاوضاع في طهران تبدو على أسوأ ماتکون خصوصا وإنها لاتمتلك سبيلا لمواجهة زخم هذه الاجراءات الامريکية التي تٶثر سلبيا عليها الى أبعد حد، ومع إن القادة والمسٶولين الايرانيين يطلقون تصريحات حادة ويهددون بخطوات وإجراءات ضد عقوبات وإجراءات الولايات المتحدة ضدهم ولکن لايبدو إنهم جادين وإنما يقومون بمناورات وألاعيب من أجل التأثير على الموقف الامريکي الصلب وجعله لينا بعض الشئ.

مشکلة النظام الايراني ليست مع الولايات المتحدة الامريکية لوحدها کما يسعى للإيحاء، وانما هو أيضا مع البلدان الاوربية التي تمارس من جانبها ضغوطات عليه لإجباره بالإيفاء بتعهداته المتبقية ولاسيما فيما يتعلق بصواريخه البالستية التي تهدد أمن المنطقة، والتي تعد من ملحقات الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية الست ولم تنفذها. کما إن لطهران أيضا مشکلة مع روسيا بخصوص بخصوص الدور الاوضاع في سوريا والتي يبدو إن موسکو لاتريد لطهران أن تمارس دورها کما کان الحال خلال الاعوام السابقة وتريد منها ضمنيا أن تضع حدا لذلك، الى جانب مشکلة النظام مع بلدان المنطقة وقبل ذلك المشکلة المزمنة مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، وفي  مثل هکذا أوضاع متأزمة تحاصر طهران من کل جانب وتکاد أن تطبق عليه، لايبدو إن مساحات اللعب والمناورة وتغيير الخيارات صارت متاحة کما کان الامر في السابق.

المشکلة الکبرى للنظام، إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يعلمون جيدا بالاوضاع القلقة والمتوترة والوخيمة في نفس الوقت للنظام، کما إن المجتمع الدولي وبشکل خاص الدول التي لها تقاطع مع النظام الايراني تعلم جيدا بالاوضاع الداخلية المتوترة وبأن الشعب الايراني لم يعد يأبه للنظام وأجهزته الامنية وممارساته القمعية التعسفية، بل يبدو واضحا ومن خلال تصاعد التحرکات النشاطات والتحرکات الاحتجاجية وتزايد دور المقاومة الايرانية داخليا وإستمرار الاشارة لها من جانب قادة ومسٶولين في النظام بأن حاجز الخوف الذي عمل النظام على بنائه بإحکام منذ 4 عقود، قد صار مجرد حاجز وهمي وقد إنهار بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، إذ لم يك مصير هذه الانتفاضة کإنتفاضة عام 2009، التي بإخمادها إنتهت کل النشاطات الاحتجاجية بل إن النشاطات الاحتجاجية بعد الانتفاضة الاخيرة مستمرة خصوصا بعد تشکيل معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي صارت نشاطاتها تلفت الانظار ليس في داخل إيران بل وحتى على الصعيد العالمي، وإن هذه الحالة مستمرة حتى يتم حسمها لصالح الشعب حتما ومن دون أدنى شك.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular