الأحد, مايو 5, 2024
Homeمقالاتحلم التغيير والاصلاح:ماهر ضياء محيي الدين

حلم التغيير والاصلاح:ماهر ضياء محيي الدين

 

الكثير منا يحلم بحياة كريمة ومستقبل واعد للأجيال القادمة , وبقينا نتأمل التغير سنوات طويلة رغم معاناة لا يمكن وصفها ، حقبة زمنية لا يمكن إن تنسى ، نظام بعثي صدامي مجرمة بمعنى الكلمة ، وتنطوي صفحة سوداء في تاريخ العراق المعاصر ،ليكون حلمنا بالتغير قابل للتحقق، ولتبدأ صفحة جديدة من حكم الأحزاب ، وسط أحلام وتأملات بحياة مترفة للجميع ، لكن ما حدث جعلنا نعيد حساباتنا جيدا ، ونتحسر على الماضي ونتخوف من القادم المخيف ،ونهاية هذا النفاق المظلوم الذي نسير بيه ماذا ستكون ؟. وحلم العيش الكريم تحول إلى كابوس .

خمس عشر سنة مرت علينا ننتظر بصيص من الأمل في التغيير والإصلاح مع كل دورة انتخابية ، وقبل الانتخابات الأخيرة وبعدها ، ووعود من قادة ثورة الإصلاح لا تعد ولا تحصى ، لكنها سرعان ما تتغير الأقوال بحجج وادعاءات كثيرة حسب كل مقتضيات كل مرحلة ، وبعدها نعود إلى نقطة الصفر ونحلم بحلم التغيير والإصلاح .

في كل انتخابات نسمع شعارات مغايرة عن السابقة ، تارة المصالحة الوطنية ، تارة أخرى المصلحة الوطنية ، ثم الفضاء الوطني ، والتي تستخدمها الأحزاب الحاكمة كورقة رابحة تستفيد منها من اجل بقائها في السلطة والنفوذ ، ولعل شعاراتهم القادمة المساحة الوطنية أو غيرها من الشعارات الرنانة التي لا جدوى منها .

الصدمات أو الصدمة التي نعيشها في كل الانتخابات ، ففي الانتخابات الأولى الورقة الطائفية لعبت دور بارز في تلك الحقبة الزمنية ، وفي الأخيرة اتهامات التزوير والتلاعب بالأصوات الناخبين ، لتكون الاعتراضات عليها من الكل ، والتهديد والوعيد بان انعكاساتها ستجر البلد إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس ، ليعش الشارع القلق والتخوف من القادم ، ويرضى بأي حال مهما كان ، وهي ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة بالنسبة لهم , يجعلونا الخيارات محدودة جدا لنا، لنقبل بخياراتهم المفروضة علينا رغم تعارضها مع تطلعاتنا المشروعة .

تحالفاتنا عابرة للتخندق للطائفية ، من الشمعة إلى وقتنا الحاضر الشيعية في تحالف واحد , وبدليل تحالف سائرون مع البقية ، والكرد بنفس تحالفهم ، والسنة صورة لا تختلف عن وضع الشيعة مطلقا, لتكون الصورة النهائية للتحالفات صورة طبقا الأصل منذ الانتخابات 2005 إلى 2018 ، مجرد تغير عناوين وأسماء لتحالفاتهم .

مشاريعهم إلا صلاحية القادمة ستكون شاملة وجذرية لواقع البلد ، لتنهي خمسة ماضية وتكون أربعة سنوات قادمة ، والبلد وأهلة نحو الأسوأ والأسوأ ، والواقع العراقي اليوم خير شاهد ودليل على تردي وضعنا بكافة الجوانب وفي مقدمتها الجانب الأمني .

حكومات الكفاءات الوطنية ( التكنو قراط) هي القادمة ، لتحل مشاكلنا العقيمة الناتجة عن سياسات الحكومات الفاشلة السابقة ، والكفاءات الوطنية الحقيقة إما أقصيت إما هجرت أو اغتالتها الأيادي الخبيثة ، ومن نشهد تولي كفاءة عراقية لأي منصب منذ عقود خلت ، ومن تولى اما تم ترشيحه عن طريق الأحزاب ،أو بقية يعمل تحت عن الضغط من قبلهم ، ومن يتوقع إعطاء الكفاءات دور في المرحلة المقبلة فهي أضغاث الأحلام .

كما قألنا في بداية حديثنا نحلم بالتغيير و لا نعمل على الاصلاح الحقيقي المطلوب منا جميعا .

ماهر ضياء محيي الدين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular