صحيح إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کان يواجه حالة من العزلة والانطواء على نفسه ولکن هذه الحالة إزدادت وتعمقت أکثر بعد الانتفاضة الحالية التي لازالت تعصف بالنظام عصفا، ولاسيما وإن الاساليب والممارسات القمعية التي إستخدمتها الاجهزة الامنية للنظام والتي تجاوزت الحدود وبلغت حدا لفت فيه أنظار العالم وجعله يعلن عن مواقف صريحة تدين وتشجب هذه الاساليب وتطالب النظام بالکف عنها.
المواقف الامريکية والاوربية والدولية المختلفة الى جانب موقف الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، ، تبدو کلها متناغمة ومتناسقة مع بعضها من حيث رفض الاساليب القمعية الوحشية للسلطات الايرانية في تعاملها مع الانتفاضة بصورة عامة ومع المعتقلين تعسفيا منهم بصورة خاصة، وإن الذي جعل قادة النظام الايراني يفقدون صوابهم ويطلقون تصريحات فيها الکثير من التهديدات بإستخدام القوة والعنف المفرط ضد المنتفضين وإنزال أقصى العقوبات بالمعتقلين أي الاعدام بل وإن منظري النظام صاروا يطالبون علنا بقطع أصابع الذين شارکوا في الاحتجاجات، وکل هذا الغضب غير العادي من جانب قادة النظام إنما هو بسبب الدور القيادي والحساس الذە باتت تلعبه منظمة مجاهدي خلق”أقوى وأکبر فصيل معارض للنظام”، وأکثرها وأقواها دورا وتواجدا وتأثيرا على مسار الاحداث والتطورات.
الاساليب المفرطة في القسوة والعنف التي واجهت الاجهزن الامنية الايرانية الانتفاضة، والتي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية ولدت ردود فعل عنيفة ليس من جانب الدول والمنظمات العالمية فقط بل وحتى إنها ألبت الرأي العام العالمي ضد النظام الايراني وجعلت يشعر بالمزيد من التعاطف مع الشعب الايراني وقواه الوطنية ولاسيما مجاهدي خلق، وهو الامر الذي سيساهم في فرض المزيد من العزلة القاتلة على النظام وهي عزلة تختلف عن حالات العزلة السابقة کثيرا إذ إنها تکشف حقيقة هدا النظام وتحدد منه موقفا حازما وحاسما من شأنه أن يحدد مصير النظام برمته.
العزلة الحالية هي عزلة ليس هناك من بعدها أي أمل بتغيير ميزان التعامل والتعاطي مع النظام وإعادة الامور الى سابق عهدها إذ أن کل المٶشرات تٶکد على إنه لم يبق هناك أي مجال من عودة للخلف وإن الامور کلها تسير قدما للأمام وهو أمر لايخدم النظام أبدا ويتعارض مع کل مايريده ويهدف إليه ومن دون أدنى شك فإن مسار الامور في ظل العزلة الحالية الحادة للنظام تشير کلها الى أن کل شئ قد صار مهيئا ومناسبا من أجل التمهيد لإنهيار النظام وسقوطه، وهو حلم وأمنية الشعب الايراني وشعوب المنطقة برمتها.
