السبت, أبريل 27, 2024
Homeاخبار عامةاتحاد علماء كردستان يثير جدلاً بفتوى بشأن ركوب المرأة سيارة الأجرة بدون محرم

اتحاد علماء كردستان يثير جدلاً بفتوى بشأن ركوب المرأة سيارة الأجرة بدون محرم

Bildresultat för ‫سيارة الأجرة ‬‎

بعد ورود أكثر من 3800 سؤالاً

أثار فتوى لاتحاد العلماء المسلمين في اقليم كردستان بشأن ركوب المرأة في سيارة الأجرة “التاكسي” بدون محرم معها، حفظية نساء الاقليم لاسيما الناشطات والعاملات في مجال الاعلام، واصفات اياه بـ”استصغار وانتقاص من مكانة وشأن المرأة”.

وأفتى الاتحاد بعدم جواز خروج المرأة في الليل والصعود في سيارة التاكسي بدون محرم معها “ما لم يكن لحالة طارئة وضرورية”، وعدم جواز الخروج في سيارة أجرة “بدون محرم الى خارج المدينة”.

وأصدر اتحاد العلماء المسلمين في الاقليم بيان حول ركوب المرأة لسيارة الأجرة لوحدها جاء فيه: “بعد زيادة الحالات المحرمة والجرائم والمشاكل الاجتماعية، وورود العديد من الأسئلة والاستفسارات حول ركوب المرأة لوحدها في سيارة التكسي، فضلاً عن المبلغ الذي يحصل عليه سائق سيارة الأجرة فيما اذا كان حلالاً أم حراماً، اجتمع المجلس الأعلى للفتوى في الاقليم حول هذا الأمر، ليبين موقفه الشرعي من الأسئلة والمسائل المطروحة”.

وأضاف الاتحاد في فتواه، انه “لامشكلة لخروج المرأة مع محرم معها في أي وقت كان ولأي مكان، وهو الأصل الشرعي الصحيح، وان خروج امرأتين أو أكثر لا مخالفة شرعية فيه سواء كان الى الدوام او الى أي مكان آخر، لان الأمر لايحدث فيه خلوة شرعية، واذا كانت السائق امرأة يفضّل أن تصعد معها امرأة لكن لايجوز أن يصعد معها رجل، وعلى المرأة ان تطمئن من نفسها عند صعودها السيارة وان يضبط السائق نفسه، وان من الأفضل ان تصعد المرأة الى المقاعد الخلفية للسيارة”.

 

الخروج ليلا

ويضيف البيان: انه “في حال كانت المرأة غير مطمئنة من نفسها وكذلك الحال مع الرجل، على المرأة ان تنزل من السيارة على الفور، وان امتنعت المرأة عن ذلك على الرجل ان يبادر بالنزول مباشرةً دون تردد خوفاً من الوقوع في الحرام”.

وتشدد الفتوى على ضرورة “عدم خروج المرأة في الليل والصعود في سيارة التاكسي بدون محرم معها ما لم يكن لحالة طارئة وضرورية ومتأكدة من نفسها، وكذلك أن لا تخرج في سيارة أجرة بدون محرم الى خارج المدينة”.

وفيما يخص المبلغ المستحصل من أجرة التنقل، ترى الفتوى أن المبلغ سيكون “حلالاً ما لم يقع سائق سيارة الأجرة في الحرام، أو لم يستغل عمله للعمل المحرم”.

وازدادت ظاهرة عمل المرأة كـ”سائق تاكسي” في الاقليم خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما اثار انتباه العديد من وسائل الاعلام ورجال الدين.

 

ينتقص من حقوق المرأة

من جانبه رد المجلس الأعلى لشؤون المرأة في اقليم كردستان على بيان اتحاد علماء المسلمين في الاقليم حول سياقة المرأة لسيارة التاكسي أو الركوب فيها بدون محرم، قائلاً ان “اصدار فتوى لعمل سائق أجرة بالنسبة للنساء في هذا التوقيت لايخدم المساواة والعدالة والسلم الاجتماعي وحقوق الانسان أبداً، وان هذا الفتوى تقلل من شأن المرأة والرجل لاسيما سائقي سيارات الأجرة”.

وقال المجلس في بيان ترجمته “صباح كوردستان”: انه “تزامناً مع انطلاق حملة لمكافحة العنف ضد النساء في الاقليم، أصدر المجلس الأعلى للافتاء في اتحاد العلماء المسلمين في كردستان بياناً بالرقم 144 في 4-12-2019 حول عمل المرأة كسائقة سيارة أجرة دون مراعاة حقوق ومكانة المرأة”.

 

الفتوى مخالفة لعمل المؤسسات

وعدّ بيان المجلس الأعلى لشؤون المرأة، فتوى المجلس الأعلى للافتاء في الاقليم بـ”مخالف لعملالمؤسسات والدوائر الرسمية والقوانين وأسس المساواة وهو أحد التوجهات العامة لبرنامج حكومة الاقليم الحالية”.

ودعا البيان، المجلس الأعلى للافتاء الى “التعامل بمنطقية ومن مكان المسؤولية مع المسائل الاجتماعية الحساسة ومنها ما يتعلق بسياقة المرأة وركوبها سيارة الاجرة”.

وشدد المجلس الأعلى لشؤون للنساء في الاقليم على ضرورة أن “يوظف اتحاد العلماء المسلمين في كردستان مكانته الدينية للمسائل الاجتماعية والسلم الاجتماعي والمساواة وان يبتعد عن اثارة هكذا مسائل”.

 

التقليل من شأن المرأة

ووصفت الصحفية الكردية شيني عثمان صدور هكذا فتوى، في وقت أصبحت المرأة ضحية المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بأنها تأتي “للتقليل من شأنها ومكانتها الاجتماعية”.

وأكدت في حديثٍ خاص مع “صباح كوردستان”: ان “الاقليم أطلق حملة توعوية للتقليل من حالات العنف ضد النساء لـ16 يوماً، لذا فان نشر هذا البيان في هذه الفترة تحديداً ما هو إلا صورة من صور العنف ضد المرأة”.

وتقول عثمان ان النقاط التي ذكرت في فتوى المجلس الأعلى للافتاء في الاقليم تدل وبشكل واضح وصريح على ان “اتحاد العلماء لايؤمن أو يعترف بالمساواة بين الرجل والمرأة كون النقاط جميعها تقلل وتصغّر من شأن المرأة ومكانتها من خلال السماح للرجل بقيادة السيارة سواء كانت أجرة أو خاصة والذهاب لأي مكان يفكر فيه إلا أن الحالة غير مقبولة بالنسبة للمرأة”.

 

بيان اتحاد العلماء خدش المرأة

وترى الصحفية الكردية ان ركوب المرأة في سيارة أجرة ليس بـ”ظاهرة جديدة في كردستان، كون المجتمع الكردستاني يشهد انفتاحاً عصرياً منذ عقود وتتمتع المرأة فيه بنسبة عالية من الحرية ولها حقوقها ومكانتها مقارنةً مع الرجل إلا أن نشر البيان في هذا التوقيت كان غير مناسب وأصاب المرأة بخدش حاد”.

وتضيف عثمان، ان وصف المرأة لفتوى اتحاد علماء المسلمين في الاقليم بحالة من حالات العنف ضدها لايعني بالضرورة أنها “ضد الدين أو الفتاوى الدينية، بل بالعكس، كل ما نريد ان نقوله اننا نرفض رفضاً قاطعاً أن يتم التقليل أو التصغير من شأننا كمرأة تحت أي فتوى أو توجه كان، لكن ما حصل في بيان اتحاد علماء المسلمين هو بحد ذاته تقليل وتصغير من شأن المرأة ومكانتها، في وقتٍ تعتبر المرأة عنصراً فعالاً وايجابياً في المجتمع وعلى كافة الأصعدة والمستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.

ودعت عثمان اتحاد علماء المسلمين في كردستان الى اصدار فتوى ضد الأشخاص الذين يعرضون المرأة “لحالات عنف والذين يصغرون من شأنها ومكانتها ومن يقومون بقتل موهبتها وعن الأشخاص الذين يقومون بالتحرش بالنساء في الاماكن العامة واضعاف دورها، لا أن يقوم باصدار فتوى ضد المرأة نفسها”.

 

تفسير الفتوى بشكل خاطئ

بدوره يقول مسؤول الاعلام والعلاقات في اتحاد العلماء المسلمين بالاقليم حسن قادياني ان “اصدار هذا الفتوى جاء بعد ورورد آلاف الاسئلة حول هذ الموضوع”، معبراً عن اسفه في حديث خاص مع “صباح كوردستان” لأخذ الموضوع أكثر من “حجمه الطبيعي وفسّر بطريقة غير صحيحة وبعيداً عن المنطق”.

وأكد قادياني ان “اصدار الفتوى لم يكن اعتباطاً وانما جاء وفق رؤية الشريعة الاسلامية”، متسائلاً: “لو سألنا قس مسيحي عن موقفه الشرعي من صعود امراة لوحدها في سيارة أجرة هناك شكوك حول من يقودها، كيف سيكون رده، ولو سألنا أي رجل آخر، ألن يكون جوابهم نفس جواب الفتوى الصادر عن اتحاد علماء المسلمين..؟”.

 

3800 سؤال حول ركوب المرأة للسيارة

وأشار الى أن اللجنة الخاصة بالافتاء تلقت خلال المدة الماضية أكثر من “3800 سؤالاً حول ركوب المرأة لوحدها في سيارة تاكسي دون وجود محرم معها وعلى هذا الأساس نحن أصدرنا هذا الفتوى”، نافياً في الوقت نفسه ان يكون البيان للانتقاص من “حقوق ومكانة المرأة والتقليل من كرامتها”.

من جانبها تعلق عضو المجلس الأعلى لشؤون المرأة في كردستان أمل جلال على بيان اتحاد علماء المسلمين في الاقليم قائلةً، انه “للأسف لم نكن ان نتوقع هكذا بيان من طبقة دينية مثقفة في الاقليم وهي اتحاد العلماء المسلمين”، مضيفةً في حديثٍ خاص مع “صباح كوردستان” ان البيان جاء “مخيباً للآمال بالنسبة للنساء في الاقليم”.

وأشارت إلى أن البيان لم يكن “فتوى وانما تنبيه للمرأة على أساس أنه يقلل من حالات العنف إلا أن البيان في مضمونه جاء انتهاكاً لحقوق المرأة وقلل من شأنها وكرامتها”.

وأكدت جلال ان “المرأة الكردية أكبر بكثير من أن تنبّه بهكذا بيان بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها سواء كان في النضال المسلح أو الانخراط بالعمل السياسي وسوق العمل جنباً الى جنب مع الرجل”.

صلاح بابان

RELATED ARTICLES

2 COMMENTS

  1. هذه خرافات جاهليه ولايحتاج الى فتاوي …لان الشعب الكردي بفطرته شريف واشرف من كل هذه الفتاوي

  2. لو انا مكان اتحاد العلماء لاحرم الركوب المراة للتكسى بوحدها لان هذا مثل الخلوة مع اجنبى بداخل غرفة بل هو اسوا. هذا شىء و شىء اخر هذا مجرد فتوى خؤ اتحاد العلماء لا تجبرك بتظبيق الفتوى انت حر. اللذين كبروا الموضوع هم النساء العاريات الضادات للدين والاخلاق مع اصحاب التكسيات لان هذا الفتوى يقلل كسبهم الفلوس. ارايت الان حقيقة الامر

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular