الأحد, مايو 19, 2024
Homeمقالاتملف قد يطيح بنظام : منى سالم الجبوري

ملف قد يطيح بنظام : منى سالم الجبوري

هناك عدد کبير التحديات والتهديدات التي تواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومع إن معظمها لايستهان بها وتشکل خطرا کبيرا على النظام لکنها مع ذلك لاترقى الى مستوى التهديد والخطر الذي يمثله ملف حقوق الانسان في إيران والذي لم يعد خافيا من إنه يمثل أکبر عقدة وصداع مزمن للنظام، ومع إن النظام الايراني حاول عن طريق طرحه لتيار الاعتدال والاصلاح إمتصاص قوة وتأثير هذا الملف ولکن إفتضاح حقيقة الاعتدال والاصلاح في إيران من إنها مجرد مسرحية وواجهة براقة لخدمة النظام والمحافظة عليه، أعاد هذا الملف للواجهة بقوة ودفع أکبر من السابق.

الخطر الذي شکله ويشکله ملف أو موضوع حقوق الانسان في إيران على النظام نابع أساسا من إشکالية الاساس الفکري الذي تستند عليه نظرية ولاية الفقيه التي يعتمد عليها النظام کمحتوى ومضمون له، إذ أن البنود والاسس التي تتعامل بها هذه النظرية مع مايرتبط بالحريات الفکرية والسياسية والاجتماعية للإنسان لاتتفق أبدا مع هذا العصر بل وتتعارض معه بکل وضوح وبشکل خاص فيما يتعلق بالمرأة حيث إن نظرية ولاية الفقيه تتعامل معها ککائن ثانوي وتمتهن من کرامتها وإعتبارها الانساني وتسعى بکل طرق في حصرها داخل أربعة جدران، والذي أثار غضب النظام وأفقده صوابه هو إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد جعلت من هذا الملف حجر الزاوية في تصديها وصراعها ضد النظام والذي أثار ذعر هذا النظام أکثر هو إن السيدة رجوي التي تستضيفها المنابر والمحافل الدولية الهامة والمعتبرة، تقوم بطرح القضايا المختلفة المرتبطة بإنتهاکات النظام لحقوق الانسان والفظائع التي إرتکبها ويرتکبها عنوة ويستخف من خلالها بکل القيم والمبادئ والاعراف والقوانين الانسانية المعمول بها والمتعارف عليها.

أهمية وخطورة ملف حقوق الانسان في إيران تأتي أهميتها من حيث إنها تعکس وتجسد تأريخ وتجربة النظام الايراني خلال أکثر من 40 عاما في کيفية التعامل والتعاطي مع الشعب الايراني، وقد توفقت زعيمة المعارضة الايرانية الى حد بعيد في جعل الرأي العام العالمي من جانب وأوساط القرار الدولي على إطلاع وتواصل مع إنتهاکات حقوق الانسان والفظائع التي إرتکبها ويرتکبها هذا النظام ضد مختلف مکونات وشرائح الشعب الايراني ولعل مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بتصفية أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق کان واحدا من هذه النماذج التي تفضح الاسلوب الاجرامي والابعد مايکون عن کل القوانين والانظمة المرعية في عصرنا هذا ولکن وکما أکدت السيدة رجوي، فإن تجاهل المجتمع الدولي لمحاسبة النظام على مجزرته المروعة في عام 1988، هو الذي شجعه ويشجعه على التمادي في إرتکاب المزيد من الجرائم ويستخف أکثر بکل مايمت لحقوق الانسان بصلة، وإن الفظائع التي إرتکبها هذا النظام خلال قمعه الوحشي لإنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، ولاسيما قيامه بإعتقال وممارسة التعذيب بحق المعتقلين والذين کان من بينهم الاطفال، قد أعاد ملف حقوق الانسان في إيران الواجهة من جديد وبصورة غير مسبوقة ولاسيما بعد أن بات ماتطالب به وتطرحه السيدة رجوي مسموعا على الصعيد الدولي وإن مطالبتها بإرسال بعثة دولية من أجل تقصي الحقائق لما جرى في إيران من فظائع على يد النظام وإصدار بيان من جانب 200 من أعضاء البرلمان الاوربي بتإييد هذا المطلب الى جانب قرارات الشجب والادانات الدولية التي باتت تتقاطر کالمدرار على رأس النظام والذي هو غير مسبوق يمکن النظر إليه على إنه يمهد الاجواء على أفضل مايکون للإطاحة بهذا النظام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular