الأحد, يونيو 16, 2024
Homeاخبار منوعةعادات ورموز وثنية.. ما قصة عيد الميلاد والشجرة وبابا نويل؟

عادات ورموز وثنية.. ما قصة عيد الميلاد والشجرة وبابا نويل؟

يوجد اختلاف بين الطوائف المسيحية حول يوم الميلاد

لم تعد الدول المسيحية أو ذات الأغلبية المسيحية وحدها تحتفل بيوم الميلاد، أو ما يعده أتباع تلك الديانة يوم ميلاد “يسوع”، حيث إنه مختلف به بين الطوائف والمذاهب التي تدين بها، بل صار يوماً عالمياً له أبعاد تجارية أكثر مما هي دينية.

واستطاع طغيان الشركات العالمية العابرة للقارات، عبر نظرية العولمة، مع تأثيرها السياسي، نشر فكرة الاحتفال في 25 ديسمبر من كل عام في الكثير من دول العالم؛ من خلال تزيين شوارعها وساحاتها حتى تلك التي تدين بأديان أخرى كالإسلام واليهودية والبوذية وغيرها.

متى بدأ عيد الميلاد؟

لم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد مع ولادة “المسيح” الذي لا يوجد دليل دقيق على ولادته في 25 ديسمبر قبل 2019 عاماً من اليوم، كما تنقسم الكنائس المسيحية بسبب الصراعات الدينية والسياسية بين شرق وغرب ومذاهب جديدة على ميلاده؛ فضلاً عن اختلافها في العديد من الأركان الأخرى التي تشكل عماد الدين المسيحي.

وبسبب الخلاف في اعتناق المذاهب المسيحية لأكثر من تقويم، يقع الخلاف على هذه الجزئية، ويعد يوم 25 ديسمبر هو الأشهر عالمياً؛ لاعتماده من قبل الكنيسة الغربية المعروفة بالكاثوليكية (يرأسها الفاتيكان)، وبعض الكنائس المشرقية التابعة لها، في حين أن الكنائس في الشرق، المشهورة بـ(الأرثوذكسية)، تعتمد يوم 7 يناير، في حين حددت الكنيسة الأرمنية 6 يناير، بالإضافة لتواريخ أخرى لدى كنائس صغيرة حول العالم.

ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد “يسوع” فإن آباء الكنيسة قد حددوا منذ عام 325 ميلادية الموعد بهذا التاريخ (25 ديسمبر)، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، على أن البابا بيوس الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسمياً.

ويشار إلى أن علماء الدين الإسلامي يعتبرون أن ولادة المسيح “عيسى بن مريم” في الشتاء رواية غير صحيحة، وإنما ولد في الصيف، ويرجحون ولادته في أغسطس أو سبتمبر.

وقبيل نشوء المسيحية كان يوم 25 ديسمبر عيداً وثنياً لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزاً لكون المسيح “شمس العهد الجديد” و”نور العالم”.

في المسيحية المبكرة لم يكن ثمة احتفال بعيد الميلاد، خصوصاً أنها نالت اضطهاداً واسعاً من قبل الرومان، وعداء من قبل اليهود، واستمر كذلك لأكثر من ثلاثة أو أربعة قرون، ثم لم يكن مقبولاً في الكثير من الدول إلى أن اعتُمِد شيئاً فشيئاً بشكل رسمي، ونال اعترافاً دينياً وسياسياً.

وخلال القرنين الماضي والحالي يُحتَفل بيوم عيد الميلاد بوصفه عيداً رئيسياً وعطلة رسمية في معظم بلدان العالم، ومن ضمنها الدول ذات الأغلبية غير المسيحية. فيما لا يعد عطلة رسمية في غالبية البلدان المسلمة والكبرى مثل الصين.

ويرافق عيد الميلاد في الأيام الحالية طقوس بعضها قديم وبعضها جديد يدخل عليها لأسباب تجارية ربحية، أكثر مما هي دينية، لكنها تتخذ من رمزية العيد الدينية مطية للانتشار والتوسع عالمياً، مثل شجرة عيد الميلاد، والزينة و”بابا نويل” والاحتفالات والموسيقى والهدايا والموائد المتنوعة.

عيد الميلاد

شجرة الميلاد

وتعد شجرة عيد الميلاد من أكثر تقاليد هذا اليوم انتشاراً، والرمز الرئيسي له، وغالباً ما تعد شجرة الصنوبر أو المخروطية الخضراء هي المعتمدة، وكانت سابقاً طبيعية إلا أنها اليوم لها شركات خاصة كبرى تصنعها وتروجها على مستوى العالم، وتوضع الشجرة في ركن من أركان البيت مع تزيينها، كما أن الدول تضعها في ساحات عامة وشوارع كبرى رمزية للاحتفال بالميلاد.

ويرافق تزيين الشجرة تقليدياً وضع بعض المأكولات مثل الشكولاتة والتفاح والمكسرات، أو غيرها من الأطعمة. وحالياً تزيَّن الشجرة بمجموعة واسعة من الحلي التقليدية مثل أكاليل وحلي وحلوى قصب، ويتم وضع نجمة أو تمثال في أعلى الشجرة لتمثيل “جبريل” أو نجمة بيت لحم (موطن ميلاد يسوع بحسب المعتقدات المسيحية).

وتعد الشجرة وثنية أيضاً، فقبل المسيحية بوقت طويل والأشجار دائمة الخضرة لها معنى خاص للناس في الشتاء، وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.

وفي مصر القديمة عبد المصريون “الإله رع” ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه، كما أن المصريين القدماء كانوا يرون في الانقلاب الشمسي بداية تعافي “رع” من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلاً أخضر في بيوتهم رمزاً لانتصار الحياة على الموت.

من جانب آخر، كان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه “ساتورناليا” تكريماً لـ”ساتورن”، المعروف وفق معتقدهم بـ “إله الزراعة”، فقد علم الرومان أن الانقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريباً، وابتهاجاً بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.

أما شمال أوروبا فقد كان كهنة “الكلت” يزينون معابدهم بأشجار دائمة الخضرة رمزاً لاستمرار الحياة، وكان “الفايكينغ” في الدول الاسكندنافية يعتقدون أن الخضرة الدائمة هي نبتة “إله الشمس بالدر”.

والمستغرب أنه بعد اعتماد الشجرة من بعض ملوك بريطانيا أواخر القرن الثامن عشر، حاربها الأمريكيون باعتبارها رمزاً وثنياً، وكان حاكم “نيو إنكلند”، وليام بلادفورد، قد كتب في مذكراته أنه حاول جاهداً “منع تلك العادة الوثنية”، إلى أن اعتمد قانون حظرها عام 1659 باعتبارها “تدنيساً لحدث مقدس”، بحسب شبكة “بي بي سي” البريطانية.

إلا أن ذلك انتهي فيما بعد مع بداية القرن العشرين حيث تزينت الميادين الأمريكية بالشجر، لتصبح عادة محلية ومن ثم دولية لها أبعادها التجارية.

شجرة الميلاد

بابا نويل “سانتا كلوز”

ولا يكتمل الاحتفال بعيد الميلاد دون وجود “بابا نويل” أو “سانتا كلوز”، الذي عُرف بأنه رجل عجوز سعيد دائماً وسمين جداً وضحوك يرتدي لباساً يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض.

ويشتهر في قصص الأطفال أن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا لتوزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة، وطبعاً لا يخفى الوجه التجاري على الموضوع، خصوصاً الترويج الكبير الذي حظي به عبر السينما الأمريكية.

وكان تبادل الهدايا شائعاً في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر ديسمبر كجزء من طقوس دينية وثنية، ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية، ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نيكولا.

والقديس نيكولاس، وهو أسقف “ميرا”، عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف أن توفي في ديسمبر.

سانتا كلوز

وأما الصورة المعروفة لـ”سانتا كلوز” فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي “كليمنت كلارك مور”، الذي كتب قصيدة “الليلة السابقة لعيد الميلاد” (The Night Before Christmas) عام 1823.

وغالباً ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى “سانتا” ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة أيضاً أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا.

ويعد عيد الميلاد فرصة ذهبية للشركات العالمية في المزيد من البيع، حيث يعد أفضل المواسم في كبرى دول العالم، خصوصاً أمريكا وأوروبا وروسيا، وتنفق أموال طائلة، وتزداد المبيعات في كل المجالات، وهناك إحصائيات تقول إن ربع مجموع الإنفاق الشخصي يتم خلال موسم التسوق لعيد الميلاد وعطلة العيد ورأس السنة في الولايات المتحدة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular