الإثنين, أبريل 29, 2024
Homeاخبار عامةهل يدري العبادي بما يجري..؟

هل يدري العبادي بما يجري..؟

هل يدري العبادي بما يجري..؟

د. هاشم حسن التميمي

عميد كلية الاعلام/ جامعة بغداد

البلاد بالحسابات الموضوعية وليس بالميول العاطفية والأحكام المسبقة انحدرت للهاوية لجهل الساسة واستحواذهم على المال العام وغباء الإجراءات في زمن التحديات..

وللشعب الذي طال انتظاره لمعجزة إنقاذه له أسئلة لرئيس الوزراء نأمل أن يتسع لها صدره ويخبر الشعب عن مقدار علمه بالذي جرى أو سيجري..!

هل يعلم صاحب المعالي إن سياسة الإقراض التي تجاوزت الحدود المعقولة هي سياسة كارثية ستدمر مستقبل البلاد وتذل العباد،،،

وهي تأكيد مطلق عن فشل الحكومة من تعظيم الموارد واسترجاع ما يذهب لجيوب المختلسين والمستحوذين لخزينة الدولة..؟

 وهل يعلم العبادي أن مستشاريه يجاملونه ورسموا له خططا كارثية باتباع سياسة مالية فاشلة أهدرت احتياطي البنك المركزي واستمرت ببيع العملة لأصحاب المصارف التخريبية التي تغسل أموال المتنفذين وتهربها للخارج..؟

 وهل يعلم رئيس الوزراء بان النفط مازال  يهرب في وضح النهار وبإشراف أغلب قادة الكتل وكذلك الآثار والمخطوطات وكل ثمين.. وأصبحت عندنا مافيات أخطر من المافيات الإيطالية والكولومبية.

والدليل على ذلك عمليات الإغتيالات والخطف اليومي واقتحام مراكز الشرطة لتهريب المجرمين…؟ وانتشار المخدرات لدرجة مخيفة ضيعت الشباب ورفعت معدلات الإنتحار..؟

 وهل يدري بأن الدستور والقانون لا وجود لهما في قاموس المافيات ولا أثر له في الشارع الذي تتحكم فيه المليشيات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة والعشائر المنفلتة التي تمتلك كل أنواع الأسلحة الثقيلة وأصبح الأمر خارج السيطرة تماما بعكس ما تردده وزارة الداخلية..!

 هل يعلم القائد العام حجم الثروات التي تنهبها العناصر المكلفة بجباية الضرائب التي تتحاسب تحت المنضدة فيقبض المخمن مليون دينار ليسقط من حق  الدولة خمسين مليونا والدليل الثروات الطائلة التي جمعها هؤلاء ومعهم من يعمل بالكمارك والموانىء والسيطرات وأخطرها الصفرة سيئة الصيت، ومنافذ تصدير النفط والأمور أصبحت مكشوفة..!

 هل تعلم يا رئيس حكومة التوافق اللاوطني أن عدد المتسربين من المدارس بسبب الفقر والجوع تجاوز الملايين ـ ومثلهم أعداد المشردين والنازحين والهاربين والمهاجرين والعاطلين عن العمل من الخريجين الذين استبدلتهم حكومتك بالأميين من الموالين..؟

 وهل تعلم بانهيار الطبقة الوسطى وظهور طبقة (الحوسمجية) باسم البرلمان والهيئات والمفوضيات والرئاسات ومجالس المحافظات والبلديات..

وهي كلها حلقات زائدة استنزفت خزينة الدولةـ ولا يجرؤ مستشاروك المساس بمصالحهم واستبدلوا ذلك بالسطو على رواتب المتقاعدين وفي مقدمتهم أساتذة الجامعات لاستفزازهم وتهجيرهم ليخلو الجو العام لللصوص..؟ وسكتوا عن الذين يجمعون بين راتبين وحزم من الإمتيازات بذريعة المظلومية..؟

وهل تعلم بحجم التصحر واندثار الزراعة وتجريف الأشجار والحدائق وغياب المناطق الخضر داخل المدن وعند مقترباتها وتقطيع أواصر الحزام الأخضر حول المدن بدل إنشاء الجديد منها بحيث تحولت البساتين والمزارع لعشوائيات ومخازن للتجارة المحرمة ومخازن للسلاح..؟

أنظر يا من وعدت أن تضرب بيد من حديد حجم الفساد، وتورط النواب وكبار المسؤولين بعقود مقاولات وشركات وعمولات ويفترض أن يتفرغون لقضايا الشعب ولا يتحولون لسماسرة لجمع المال الحرام. وتأمل تاريخ البعض من الذين اخترقوا مكاتبكم لتحقيق رغباتهم المشبوهة.. كيف جمعوا المليارات وهم كانوا من الحفاة وأصبحوا بين عشية وضحاها يمشون بمواكب رئاسية والعالم يعرف مقدار نتانتهم وتعفن سيرتهم الذاتية..

وتمكن الكثير منهم من الحصول على شهادات عليا بتعليمات إستثنائية هبطت بالتربية والتعليم العالي إلى أدنى مستوى في العالم بعد أن كنا نمثل القمة في الجودة والسمعة في دول الجوار والعالم..؟

 هل تعلم أين ذهبت آلاف الأطنان من أسلحة وذخائر داعش وأين هربت ومن دفع ثمنها بملايين الدولارات لتخزن داخل المدن وتختفي للوقت المعلوم وحسب أجندة الأجنبي المتربص بالبلد..

وهل اطلعت على مصانع داعش الحربية والتي لو استعان بمثلها الجيش العراقي لوفر لخزينة الدولة المليارات وتوقفت صفقات الفساد..؟

 وهل تدري يا معالي رئيس الوزراء أن بغداد والمدن الأخرى تحولت جميعها لعشوائيات وفوضى مدمرة وستختفي المدن الجميلة الراقية بعد أن اختنقت بابتلاع المساحات الخضر وتحويلها لمولات ودكاكين حسب الطلب.. وتتولى ذلك مافيات وزعامات معروفة تخافها أمانة بغداد والأمانة العامة لمجلس الوزراء.. بل تسهل لها فتح الأبواب المقفلة..؟

 إن أعظم إنجازاتكم مولات في الأماكن غير الصحيحة لتشجيع سياسة الإستهلاك، ومعارض سيارات أغرقت الشوارع، وعشوائيات هي الأكبر في الشرق الأوسط، محاصصة نتنة للأبد، مصارف وبنوك وشركات للتحويل المالي تقبض من البنك المركزي وتغسل أموال الكبار، محلات للمساج والدعارة، متسولين في كل مكان، أرامل وأيتام وعاطلين عن العمل، لصوص ومافيات للقتل والخطف والغدر والسرقة والتزوير، روتين غبي وابتزاز قبيح حتى لمن يريد أن يجدد جواز سفرة أو يحصل على تأييد أو شهادة وفاة..

المواطن لا يعرف له حقوق وتسهيلات وخدمات فعلية

فكلها في كف عفريت لا يرى إلا توفير الإمتيازات لمن اختطف السلطة والقوة ويترك الموت والعوز للشرفاء وعامة المواطنين..

هذا ما يشعر به الجميع من سكنة المناطق الحمر وليس سكان الخضراء.. ولا تجرؤ وسائل إعلام الدمج والتلميع من إظهاره لأنها أصبحت جزء من منظومة التجهيل ومدرسة الجهل والجريمة المنظمة والفوضى التي أسسها المحتل وأدامها أذنابه،،،

والتي فشلت للأسف أن توضح لنا كيف أصبح الدواعش وأسرهم مدللين ينقلون من حدود لبنان إلى حدودنا ويهربون من تلعفر ليكونوا بضيافة ابن العم كاكه مسعود..

ما الذي يحدث وماذا نقول للملايين من ضحايا داعش..؟

هل تعلم بذلك ولم نذكر لكم إلا القليل وعندنا لكل قضية ألف دليل،،،

فان كنت لا تدري فتلك مصيبة

وإن كنت تدري وهذا الإحتمال الأكبر فالمصيبة أعظم..؟

وأعظم منها أن الشعب لا يعرف كيف يتخلص من حكومة الفساد وبرلمان المحاصصة.. فهو ينتظر المعجزة من رب السماء ويطلبها من الأولياء الصالحين، والله سبحانه لا يهب الحرية والحياة الحرة الكريمة إلا للشعب الذي يستحقها وينتزعها بالكفاح والتغيير وليس بالدعاء والنواح

RELATED ARTICLES

Most Popular