الخميس, مايو 16, 2024
Homeاخبار عامةهكذا يمكن أن يردع سلاح الجو الأميركي كوريا الشمالية

هكذا يمكن أن يردع سلاح الجو الأميركي كوريا الشمالية

.

تعرف واشنطن أنها تستطيع إلحاق الهزيمة ببيونغ يانغ في أي حرب جوية، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن يتم ردع جيش كوريا الشمالية بما يكفي لاستبعاد أي نية لخوض قتال.

من المُحتمل أن يتبع سلاح الجو الأميركي نمطا مألوفا عند اندلاع أي صراع في أجواء كوريا الشمالية، بحسب ما جاء في مقال كايل ميزوكامي، الكاتب المتخصص في شؤون الدفاع والأمن القومي، الذي نشرته مجلة “National Interest” الأميركية.

سيبدأ سلاح الجو الأميركي في بداية الهجوم على اكتساح سماء العدو وهو ليس احتمالاً صعباً بالنظر إلى الحالة المتدهورة للقوات الجوية الكورية الشمالية. وبالتزامن مع ذلك، سيتم شن حملة لتعطيل أنظمة القيادة والسيطرة والدفاع الجوي الكورية الشمالية، يعقبها في النهاية، عمليات دعم جوي واعتراض تهدف إلى دعم القوات الصديقة وتحديد مواقع وتدمير قوات العدو البرية. وفيما يلي خمسة أنظمة أسلحة من المتوقع أن يستخدمها سلاح الجو الأميركي بهذه المهام في الحرب القادمة في كوريا الشمالية:

1- قاذفات قنابل B-2 Spirit

تعتبر الدفاعات الجوية لكوريا الشمالية كثيفة ولكنها عفا عليها الزمن، وتعتمد على مدافع مضادة للطائرات، وباستثناء قاذفة صواريخ طويلة المدى من طراز S-300، وهي عتيقة إلى حد ما. ولكن على الرغم من تقادم دفاعات كوريا الشمالية الجوية، فإن معظم المقاتلات تحتاج إلى تخطيط دقيق لتجنب السقوط في مدى القذائف.

تتميز المقاتلة قاذفة القنابل طراز B-2 Spirit بأنها شبحية لذا لن يخشى عليها سوى بنسبة ضئيلة من دفاعات كوريا الشمالية. وستحصل مقاتلات B-2 على الأولوية في الاستخدام بالمراحل المبكرة لهجمات استهداف قيادة القوات الكورية الشمالية في سياق سيناريو الحرب بسبب توليفة من المزايا تتراوح ما بين الشبحية والحمولة الكبيرة من القذائف والصواريخ بالإضافة إلى المدى البعيد. وسيرجع ذلك إلى عدم اليقين بشأن موقع مقر القيادة الكورية الشمالية، الذي ستحاول بيونغ يانغ إخفاءه مما سيتطلب التحليق فوق مساحات شاسعة من البلاد، كما يمكن أن تحول الميزة الشبحية لمقاتلات B-2 دون تمكن الدول المجاورة من إعطاء بيونغ يانغ تحذيراً مسبقًا من اقترابها من الأجواء الكورية الشمالية.

كما تُرجح كفة مقاتلات B-2 في هذه المهام بشكل خاص بسبب تسليحها بقنبلة MOP وهي قنبلة مصممة خصيصا لاختراق وتدمير الأهداف المحصنة أو المدفونة تحت الأرض. يبلغ طول قنبلة MOP الملقاة من الجو نحو 6 أمتار وتزن حوالي طن وربع الطن ويمكن أن تخترق ما يصل إلى 20 مترا من الخرسانة أو 60 من الأرض، مما يجعلها أكثر الأسلحة غير النووية فعالية ضد منشآت كوريا الشمالية المخبأة تحت الأرض. وتستطيع كل مقاتلة طراز B-2 حمل قنبلتين MOP في وقت واحد.

يحتم بعد المسافة بين كوريا الشمالية وقواعد الولايات المتحدة في أوكيناوا بغوام، وحتى في اليابان، أن يدعم أي هجمات جوية في المستقبل ناقلات بحرية ضخمة. ولن يقتصر دعم وتموين من ناقلات القوات الجوية على مقاتلات سلاح الجو الأميركي فحسب، بل أيضًا سلاح البحرية الأميركي ومشاة البحرية وحتى المقاتلات الحربية التابعة لكوريا الجنوبية.

2- ناقلات بحرية KC-135 Stratotanker

يحتم بعد المسافة بين كوريا الشمالية وقواعد الولايات المتحدة في أوكيناوا بغوام، وحتى في اليابان، على أن يتم دعم أي هجمات جوية في المستقبل بواسطة ناقلات وقود بحرية ضخمة. ولن يقتصر الدعم والتموين بالوقود من ناقلات القوات الجوية الأميركية طراز KC-135 Stratotanker على مقاتلات سلاح الجو الأميركي فحسب، بل أيضًا سلاح البحرية الأميركي ومشاة البحرية وحتى المقاتلات الحربية التابعة لكوريا الجنوبية.

3- طائرات هيركيوليز C-130J

إن كوريا الشمالية بلدا يصعب الوصول إليه، ومن أولى الأشياء التي ستفعلها القوات المتحالفة على الأرض أن يتم تحييد المطارات والمطارات العسكرية الكورية الشمالية وتأمين السيطرة عليها واحتلالها لجلب الإمدادات والتعزيزات. ويمكن أن تتعرض هذه المنشآت للتدمير في المعارك مما سيمنع معظم الطائرات من استخدامها حتى تصل وحدات “الجواد الأحمر” الهندسية التابعة لسلاح الجو الأميركي لإصلاح ما لحق بها من أضرار.

ولهذا السبب فإن قدرة C-130J Hercules على إجراء عمليات إقلاع وهبوط قصيرة نسبيًا، بالإضافة إلى تشغيلها من أسطح غير ممهدة بشكل تام بسبب الركام أو الحصى يجعلها مرشحة بقوة للهبوط والانطلاق من مدرجات قريبة من الخطوط الأمامية.

يمكن أن تحمل أحدث نسخ من طائرات Hercules تحديدا الإصدار-J ما يصل إلى 10 أطنان من الإمدادات واللوازم. وبالتناوب، يمكن للطائرة C-130J أن تحمل 128 جنديًا مقاتلاً أو 92 مظليًا، أو ما يصل إلى 74 جنديًا في عمليات إخلاء جوي لأغراض طبية.

4- مقاتلات فالكون F-16C

وستتطلب المرحلة الثانية من الضربات الجوية ضد كوريا الشمالية الاستعانة بمقاتلة متعددة المهام قادرة على توفير دعم جوي وتنفيذ مهام الحظر. إن طبيعة تهديد الدفاع الجوي لكوريا الشمالية، التي تتألف إلى حد كبير من مقاتلات ودفاعات جوية، تعني أن استخدام مقاتلات من الجيل الخامس أمر مفيد ولكنه ليس ضروريًا لخوض معارك جوية. يكفي الاستعانة بمقاتلات من الجيل الرابع ذات قدرة على التحول بسرعة من أغراض جو-جو إلى مهام جو-أرض في نفس الطلعات الجوية، ولإسقاط مقاتلة طراز ميج -29 في نفس لحظة القصف بالقنابل لمواقع المدفعية المحصنة بالخرسانة.

ولهذا فإن مقاتلات فالكون F-16 الأميركية ستمثل العمود الفقري للمرحلة الثانية من الهجوم على كوريا الشمالية. ويوجد بالفعل ما يقرب من 100 مقاتلة من هذا الطراز في الخدمة بسلاح الجو الأميركي بكوريا الجنوبية واليابان، بما في ذلك سربان يطلق عليهما “Wild Weasels” مهمتهما قمع دفاعات العدو الجوية SEAD. وسيقوم سلاح الجو الأميركي بتجهيز مقاتلاته من طراز F-16 بقرون استهداف للقنص مزودة بأجهزة JDAM وقنابل موجهة بالليزر لضمان دقة الضربات ضد الأهداف الأرضية، بالإضافة إلى صواريخ AGM-88 HARM المضادة للإشعاع لاستهداف الرادارات الكورية الشمالية وصواريخ طراز AIM-9X Sidewinder وAMRAAM لأغراض الاشتباكات والمعارك في الجو.

5- درون غلوبال هوك RQ

ومن بين المتطلبات الأساسية للقوات الجوية الأميركية في الغارة الجوية الثانية ضد كوريا الشمالية درون عالي التحمل وقادر على مراقبة أي أصول استراتيجية الكورية، ولاسيما قواعد الصواريخ الأرضية والغواصات المسلحة بصواريخ. وستسمح القدرة المستمرة على تنفيذ عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ISR الأميركية بتعقب أنظمة الصواريخ المحمولة المخبأة في الوديان والتلال ومناطق التمويه، وتوصيل تلك المعلومات ومناطق الاستهداف إلى باقي أفرع القوات الأميركية.

ويعد الدرون RQ-4 Global Hawk اختيارا مناسبا تمامًا لهذا الدور، نظرا لقدرته على التحليق المتواصل لأكثر من 34 ساعة، حيث يمكن أن تنطلق أسراب الدرون من مطارات بعيدة مثل غوام، وأن ينفذ مهامه على مدار نصف يوم في الأجواء الكورية الشمالية، ثم العودة إلى قواعده مرة أخرى، بما يفسح المجال أمام المقاتلات الأخرى التي تحتاج إلى الانطلاق من مدرجات مطارات أقرب. كما يتميز درون غلوبال هوك بإمكانية إجراء عمليات المراقبة نهارًا أو ليلًا، حيث يمكن أن يرصد تحركات ومواقع بالإضافة لتتبع تحركات قوات العدو على مدار الساعة. وتوجد ميزة أخرى للدرون غلوبال هوك وهي أنها مجهزة بنظام اتصالات آمنة محمول جوا BACN ينقل البيانات بين الدرون وطائرة الدعم الجوي القريبة أو وحدات القيادة أو القوات الأخرى على الأرض.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular