الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeاراءسيبقى الشيخ عدي بن مسافر رمزا يزيديا مقدسا مهما اسيء اليه :...

سيبقى الشيخ عدي بن مسافر رمزا يزيديا مقدسا مهما اسيء اليه : عالية بايزيد اسماعيل

مرة اخرى تعود مسالة الشيخ عدي بن مسافر واهميته من الناحيتين التاريخية والدينية تطغي على الصفحات الالكترونية سواء بالقبول او بالرفض .
ان حرية الراي والتعبير هو حق مكفول في جميع الدساتير وبالتالي كل شخص له حق في ابداء رايه حسب قرائته للتاريخ وحسب قناعاته وهو حر في رايه .
هذه قاعدة عامة ويجب ان تحترم مهما كانت الاراء طالما الغرض منها المنفعة وتعميم الفائدة.
لكن هناك من يتجاوز على الرموز والشخصيات الدينية بكلام غير لائق وهذا ان دل على شيء انما يدل على عقلية المتجاوز الذي لم ولن يستوعب التاريخ انما ينطلق من قناعات شخصية واهواء ليطيع التاريخ كما يرغبه ان يكون.

وقلناها مرارا ان الكاتب والمثقف المسيء هو اخطر على المجتمع من الجاهل المسيء . لان الاول بقصد او ربما بغير قصد يحرف او يشوه التاريخ ويطيعها لاهداف مرسومة مسبقا في ذهنه . وقد يكون مرجعا للكثيرين ممن لم يقراوا التاريخ .

كما ان لرجال الدين تاثير كبير في المعلومات التي يقدموها للعامة .ويجب ان يكونوا حذرين في نقل الاخبار والحوادث التاريخية.

فقد ظهر رجل الدين عدنان خيرافاي على صفحات التواصل الاجتماعي في محاضرة مهمة عن الشيخ عدي بن مسافر رد فيه على الذين تطاولوا على الشيخ الجليل بالاساءات التي لا تصح ومقام هذا الشيخ دينيا وتاريخيا . واستند في حديثه على الاقوال الدينية وعلى مصادر تاريخية مهمة لابن خلكان والذهبي وابن تيمية والشنطوفي وعبد القادر الكيلاني واحمد الرفاعي وغيرهم. وكان موفقا بالرد .
لكنه ذكر معلومة تبدو في غاية الاهمية والخطورة في نسب الشيخ عدي بن مسافر .ولا اريد ان اذكر ماقاله عدنان خيرافاي . ولكنه لم يذكر مصدر هذه المعلومة ولا اذكر اني كنت قد قراتها او سمعت بها من قبل .

وهنا اؤكد على اهمية ان يكون رجال الدين على علم وسعة وثقافة لان تاثيرهم اكبر على العامة من البسطاء الذين يصدقون ويتبعون خطاباتهم الدينية .
واوجه نداءا الى الجهات المعنية ان توجه الى فتح دورات دينية تثقيفية لرجال الدين وللقوالين وتخصيص رواتب شهرية مجزية لهم كي يتفرغوا لامور الوعظ والارشاد الديني بعد ان عزف الكثير من اولاد القوالين عن مهن ابائهم وتوجههم نحو ساحات العمل المختلفة .وهم محقين في ذلك طالما لا تدر عليهم تلك الاعمال بما يكفي معيشتهم ومعيشة عائلاتهم .

اننا عندما نذكر اي حادة او معلومة تاريخية فاننا مطالبين بذكر المصدر الذي استقينا منه تلك المعلومة لان هناك من هو اكاديمي او عالم تاريخ او مختص سيسال عن المصدر فيجب ان نكون جاهزين للرد بكل ثقة والا عدت تلك المعلومة سفسطة لا اهمية لها .

ونعم التاريخ فيه اغلاط عديدة وقد نبه ابن خلدون الى هذه الحالة في مقدمته المشهورة الذي بين اغلاط المؤرخين وتورطهم في الاحكام بسبب الهوى .وان الكثير من حوادث التاريخ مختلق . لهذا نرى الكثير من تاريخ الامم القديمة ماهي الاخرافات .
لكن من الناحية الاخرى لاسبيل لنا لمعرفة التاريخ وحوادثه الا من خلالهم .طالما ان ليس هناك وثائق نستطيع ان نعتمد عليها في اظهار الحقيقة .

فالمنتقدون لهذا الشيخ الكبير هل يرومون البحث عن اصل اليزيدية ونشاتها كعقيدة دينية .ام يبحثون عن اصل الشعب اليزيدي . اي بمعنى عن تاريخ الديانة ام ماذا كان الناس قبل ظهور هذه الديانة .
البحث في تاريخ الديانة وكيفية نشوئها من الامور المعقدة ان لم تكن مستحيلة . لانه يصعب تحديد نشوء الفكرة واسبابها لانه يصعب تحديد نشوء الفكرة لانه قد تنشأ لاسباب وبواعث غير ماظهرت من تعاليمها . قد تكون سياسية في بواعثها لكنها تصطبغ بطقوس ومظاهر دينية .
وهذا ماحصل مع الشيخ عدي مع اتباعه .
فلابد من اسباب وراء مجيء الشيخ عدي الى لالش واستقراره فيها . ولابد هناك اسباب من تقبل الشعب هناك لدعوته والتفاف الكثيرن حوله . فلو لم تكن لالش ارضا خصبة لدعوته لما جاء اليها .
فهناك ظروف ووقائع كانت مستعدة لاحتضان الشيخ عدي وتعاليمه هناك .هنا سيظهر الحديث عن الشعب الذي كان يسكن المنطقة . المصادر التاريخية تبين ان بقايا الميديين من المثرائيين والزرادشتيين والمانويين وهم اليزيديين قبل يتحول اسمهم الى اليزيديين كانوا يسكنون جبال العراق وتركيا وايران الذين هربوا من الغزو الاسلامي وبعد المذابح العباسية والتجأوا الى تلك المناطق المنعزلة وهم اقوام مسالمون لايزالون يعتقدون بدياناتهم القديمة .وعندما نزل الشيخ عدي بينهم وهو المتصوف الزاهد الناسك الذي قال عنه عبد القادر الكيلاني لو كانت النبوة تنال بالمجاهدة لنالها الشيخ عدي فامن به والتف حوله العديد من المريدين واسس الطريقة العدوية الصوفية والتي سميت فيما بعد باليزيدية .
فاليزيديون هم اصحاب الديانات القديمة الذين سكنوا الجبال مريدي الشيخ عدي بن مسافر الا انهم يعرفوا باسم اليزيديين الا بعد ظهور الشيخ عدي بينهم . وتنازل اميرهم ايزدين مير عن امارته للشيخ عدي واصبح من اتباعه ، وهو الذي استحدث طبقة الشيوخ لتكون الى جانب البير والمريد التي كانت موجودة اصلا .
الشيخ عدي بحسب رمز مقدس في روحه السر الالهي .واية اساءة اليه اساءة للديانة والمعتقد .
والتفاصيل الاخرى لاتحتاج الى اعادة ذكرها منعا للاطالة .
اما الدخول في متاهة القومية وهل ان الشيخ عدي عربيا امويا ام كرديا .فلن يقدم شيء او يؤخر في اهميته . فكل ياخذ بوجهة نظر مختلفة بحسب مصادره التاربخية .

RELATED ARTICLES

3 COMMENTS

  1. (((( ….نداءا الى الجهات المعنية ان توجه الى فتح دورات دينية تثقيفية لرجال الدين وللقوالين …….)))

    من الذي يسيء للدين أو شخصياته (الخاسين) ؟ الذين وجهتِ لهم النداء هم المسيئون وستستمر الإساءات حتى ينحل الدين والملة ما لم ينهض الئيزديون بإرادة قوية وإتحاد متعاون وكلمةٍ واحدة , الذين وجهت لهم النداء لن يفعلوا شيئاً فقد سبقتك ب 22 عاماً في مقالٍ مفصل إلى مجلة بنكًه لالش في دهوك ورفض نشره وقد نشرته بتفصيل واف قبل أربع سنوات في كتاب المنتظر الجزء 2-3 هذا عدا عشرات المقالات والتعليقات في هذا الشأن ولم ينفع ولن ينفع , ألف تحية للمطوعين الذين يُديرون أمورنا الدينية مثل عدنان ومروان , وألف تحية لرواد الفيس بوك الذين يُذكروننا بديننا ولو بصورة مشوهة , المهم أن لا ننسى , وشكراً

  2. شكرا استاذ حجي على ملاحظات القيمة . واتفق معك تماما ان المجلس الروحاني في سبات لاندري متى يفيق منه .وانا لم اخاطبهم لاني ادرك انهم في واد ومشاكل الملة في واد اخر . انما توجهت بالنداء للمؤسسات التنفيذية ذات العلاقة ومديريات اوقاف اليزيديين للالتفات لرجال الدين والقوالين خاصة وتخصيص رواتب مجزية لهم واستقطاب اولادهم لعمل ابائهم كقوالين محترفين بدل توجههم الى مصادر عيش اخرى تضمن معيشتهم ..اما مسالة الدورات الدينية فهي ضرورة لابد منها . يكفي هذا الجهل المتفشي بين رجال ديننا الذين لايفقهون من امور الدين سوى حفظ النصوص الدينية . نحتاج الى دورات لتعلبمهم علم مقارنة الاديان ومبادىء ديننا وتارخ نشوئها ودراسة فكرة طاووس ملك والشبخ عدي وبقية الخاسين وفلسفة الهليقة والتكوين عندنا ومفهوم الملائكة والاولياء والحلال والحرام . وايفادهم الى المراكز الدينية لبقية الاديان للاطلاع على تجاربهم . فاغلب رجال دين الاديان الاخرى يملكون شهادات عليا تصل الى الدكتواره علي علوم اللاهوت والاديان المقارنة . هذا ماقصدته بالتدريب الديني .
    اما مسالة عدنان خيرافاي فلاشك هو بذل جهده وكان متمكنا من رده من خلال الاقوال الدينية لكنه وقع في فخ بعص الاخطاء التاريخية وهذا شيء طبيعي . نخن بخاحة الى من بحتضن عدنان خيرافاي ومروان بابيري من خلال تهيئة رواتب مجزية لهما تكفي لمعيشتهم بكرامة كي يتفرغوا لامورهم الدينية والتي نحن بامس الحاجة لهما في مناسباتنا ومراسيمنا الدينية التي تقام خارج الوطن. تحياتي .

  3. أحسنتي ست عالية على المقال بخصوص موضوع الشيخ عادي او الشيخ عدي بأعتقادية سوف يطول الحديث عنه دون جدوى وكتب عنه الكثير من الكتاب قديما وحديثا فهناك من يكتب عنه لأغراض متعددة منها دينية جدلية بعيدة عن البحث العلمي الحقيقي لغايات مبطنة الغرض منها أنحراف الموضوع عن واقعه لخدمة أجندات خاصة والآخرون لأجندات قومية الغرض منها الصاق تهمة العروبة وابعاد الايزيدية عن معناها واعتقادها القديمة وآخرون مأجورون لأغراض سياسية وآخرون يجهلون الكتابة عن التاريخ وماهيتها .فاذا لاحظنا على سبيل المثال المصادر العربية كابن خلكان وابن كثير والمسعودي وحتى الحنبلي في كتابه قلائد الجواهر مثلا سوف تجدين اختلافات بينهم في مضمون الكثير من المواضيع ومنهم موضوع الشيخ عدي الزاهد المتصوف حيث نجد النفس الاسلامي المتطرف واضح جدا في كتاباتهم دون الاهتمام والاشارة الى الحقائق والشواهد والاثباتات التأريخية .فكيف بنا ان نسيطر على هؤلاء جميعهم ونحتكم الى حقيقة واحدة لاي موضوع كان .وخاصة نحن في هذا الانفلات الثقافي أذا صح التعبير حيث لارقيب ولامحاسب فالكتابة والرأي لكل من هب ودب وهو صاحب الرأي والمشورة .فبرأي ياست عالية موضوع كهذا لايمكن ان يحل حتى لو اتفق الايزيدية بأجمعها طالما ليس لهم سلطة او دولة او مؤسسة ثقافية او اجتماعية معترف بها عالميا .مع أحترامي لأراء الاخوة المعلقين جميعا .حيث يترك الموضوع للنقاش والبحث تحت رحمة الكتاب والباحثين .

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular