قف عندك وتمهل
ليكن طوافك بحذر شديد
أحرص…
أن لا تدوس ذاك التراب
وتلك المساحة من المكان
هنا… هناك،،، قريبة منها
توجد عظام لأجساد بريئة
أرواحاً ما زالت تحوم.. باحثة
لا تقطف تلك الزهرة
فقد رويت بالدماء التي سالت
لتهبّ الحياة.. من
شقائق رأس السنة والياسمين
أ تراها.. حزينة و يابسة!!!
كانت متأنقة.. بالزيتون والكروم
كن يقظاً..
أضمد جراحها… ألطف بها
فما زالت أشجارها تتنفس
كل سنبلة…
قمحٍ وشعير من ديارها
لها قصة خاصة…
يمكنك بها كتابة رواية
هناك… تمعَّن جيداً
تلك المساحة الواسعة
بوسط القرية…
كانت محفلاً…
تجمعاً لدبكات الفرح والبشائر
وإن سمعت صوت غريب
لا مرئي…
مناجاة واستغاثة تصل أُذنيك
لا تخف منها… ليست أشباح
فما زالت الأرواح تنادي
طالبة الرحمة والرأفة
هناك… نعم هناك
وعلى مقربة من التلة الصغيرة
كانت الجميلة…
الطاهرة والعفيفة… تنتظر حبيبها
انتحرت… الشريفة المقدسة
تلك السبية الأيزدية
في نهر دجلة… بعدما
طالتها الأيادي النجسة
أبت إلا أن تقابل ربها
كما خلقها.. أصرت ومصممة
فكانت كلماتها الاخيرة
سأقابله هكذا.. بعدما فقدت
كل أملٍ… وحينما
بائت كل المحاولات بالفشل
وبتلك الزاوية من المنزل
كان الصغير…
متلهفٌ لضحكة والدته الشابة
و هي تحتضن حملها الوديع
أرجوك… عند دخولك إليها
كن حذراً.. انتبه لكل خطوة
ف لكل شبرٍ منها… حكاية
لا تشوهها…
بقصدٍ أو من دون قصدِ
تعلموا… كيف تقدسون
منبر العلم ذاك…
فعلى مقربة من جدرانها
كانت اللحظات الأخيرة
لاجتماع العائلة… قبل تشتتها
قبل انقراضها…
ما قبل خطفها وسبيها واغتصابها
ما قبل الاجهاز عليها
توقف عندك وكن شامخاً
وأنت تتجول.. تيّقن جيداً
أنك في…
أرض الطاهرين والطاهرات
في بلدة المقابر الجماعية
وأن مَن تستقبلك…
هي عروس شنكال
الشهيدة… قرية كۆچو الأيزدية
مصطو الياس الدنايي
لا مكان: 15 ـ 8 ـ 2020
