الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeاراءالبابا فرنسيس والدبلوماسية الإيزيدية الميتة : فرمز غريبو

البابا فرنسيس والدبلوماسية الإيزيدية الميتة : فرمز غريبو

البابا فرنسيس هو بابا الفاتيكان  والرئيس الديني لكل المسيحيين الكاثوليكيين بالعالم ,وكما هو معروف هو رئيس دولة تدعى الفاتيكان  والتي تشكل حارة من حارات مدينة روما عاصمة ايطالية , هذا الإنسان تألم جدا عندما تعرض الإيزيديون للمذبحة (الفرمان ), الجينوسايد  رقم 74 ,وقد استقبل وفودا من الإيزيديين وخاصة من المحررات من أسر الإرهابيين الدواعش , قام البابا فرنسيس بزيارة العراق في الفترة مابين 5 و6 و7

وتجول في تلك الدولة من الشمال للجنوب أو من من الوسط للجنوب ومن ثم من الوسط للشمال , فكانت محطته الأولى مدينة بغداد  عاصمة العراق ’وكان قد وضع له برنامجا لزيارة الأماكن المختلفة وعن قصد ,فقد زار أولا بلدة أور (الناصرية )التي تقع جنوب بغداد وهي مدينة من مدن العراق القديم ويعود تاريخها للزمن السومري (الإيزيدي) ,وحسب الإعتقاد المسيحي والبابا فإن تلك المدينة هي مكان ولادة السيد ابراهيم الخليل والذي كان بدوره ايزيديا وفقيرا ولابسا للخرقة حسب ما يرد في الأقوال الإيزيدية المقدسة ,وقال البابا بأنه جاء حاجا أي بسبب زيارته لأور حيث مولد ابراهيم الخليل ’وهناك التقى مع مختلف الوفود الدينية بالعراق  واقام صلوات لأجل الأخوة والسلام ,بعد ذلك توجه إلى الجنوب وتحديدا نحو النجف حيث مركز الإمام السيستاني الرئيس الروحي للشيعة في العراق ,إيمانا منه بأن ذلك الرجل يشكل المركزالثقلي الأهم في العراق وبأن العراق صار شيعيا ,بعد ذلك توجه إلى اربيل (عاصمة كوردستان العراق) لأنه وحسب اعتقاده فإن اربيل كان مركزا من المراكز الأشورية ,ولكن وفي حقيقة الأمر فإن اربيل واسمها الحقيقي هو آر بير ,أي بير النور (إله النور)وهو مرتبط أيضا بالإيزيديين ,لأن كلمة  آرتعني النور (النار) وبير الإله ,بعد ذلك توجه إلى مدينة الموصل وأقام الصلاة في ساحة الكنائس الأربعة ,تلك الكنائس التي دمرها الإرهابيون الدواعش , وكما نعرف كانت الموصل عاصمة الإرهابي و زعيم الإرهابيين الدواعش  ’بعد ذلك توجه إلى بلدة قرقوش وهي قرية كان يسكنها المسيحيون قبل قدوم الدواعش ,وهناك أقام قداسا ضخما ,بعد ذلك توجه إلى الملعب المسمى بإسم الشهيد فرنسو الحريري الذي رافق الثورة الكوردية في العراق وقضى معظم عمره فيها  ولكن قتله الأكراد  الخونة ’وأقام هناك قداسا كبيرا وبعد ذلك عاد إلى أربيل (هولير) ومن ثم غادر إلى بغداد عاصمة العراق .

ماذا نلاحظ؟   1-زار بغداد ليسلم هناك رسالة , وهناك وجدنا انقسام الصف حيث تم استقباله من  قبل (الكازمي )رئيس الوزراء وهو مسلم شيعي وعربي  ومن ثم رئيس الجمهورية (برهم صالح )وهو كوردي سني من حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني .

2-زار البابا كوردستان  وهو اعتراف صريح بمكانة كوردستان وقدم الشكر لأربيل بسبب مساعدتها للمسيحيين وقت محنتهم وتعرضهم لإرهاب الدواعش ,واشار هناك إلى أنه لم ينس المسيحيين بعد.

*ماذا عن الإيزيديين وهو ما يهمنا أكثر هنا ؟

ما أن تحدث البابا أو بدأ يتكلم في مناسبة استقباله من قبل رئيس الوزراء وكذلك رئيس الجمهورية ,ذكر البابا الإيزيديين وما تعرضوا له من ظلم واضطهاد على يد الإرهابيين الدواعش وذكر تلك الفتيات اللواتي تم خطفهن  ,  وكرر ذكر الإيزيديين في أور أيضا ,ولكن هنا يتبادر للذهن ,لماذا لم يلتق البابا بالإيزيديين بشكل رسمي ولم يزر أماكن الدمار في شنكال والأكثر من ذلك لماذا لم يزر لالش النوراني مع العلم أن بين قرقوش ولالش مسافة قصيرة جدا ,وكان من الممكن أن يمر البابا من لالش ولو ومن دون الترجل والنزول من السيارة ؟ما هذه الرسالة وما فحواها ؟

عندما وصل البابا إلى العراق ,كان الإيزيديون يعرفون بأنه قادم ,ولكن للأسف لم يذهب وفد رسمي لمقابلته ,لا في المطار ولا عند استقباله من قبل رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ,وقد شهادت 3 فتيات بلباس الإيزيديين التقليدي في قاعة الإستقبال من قبل رئيس الجمهورية ولكنهن لم تحققن أي شئ ,في بلدة أور وجدت شخصا بلباس أيزيدي تقليدي وحيدا يتيما ,ولم أجد أي وفد رسمي ايزيدي ,وعندما جاء البابا لقرقوش المتاخمة للالش لم أجد أي وفد ايزيدي هناك ,فلماذا هذا كله ؟أين كان الإيزيديون ؟هل تم منعهم من قبل جهات أم أنهم كانوا ميتين دبلوماسيا ,حسب اعتقتدي نظر البابا لكل هذه الأمور وأخذ كل ذلك بعين الإعتبار ولذلك تم تجاهل الإيزيديين بعد ذلك ,أو انه كان يقف وراء عدم زيارة البابا للإيزيديين وأماكنهم وخاصة لالش النوراني أيادي خفية ,وحتى أن الوفد الذي ذهب من شنكال كان هزيلا وليس بالمستوى المطلوب ,لذلك وأمام كل هذا ورغم كل ما جرى أقول بأن الدبلوماسية الإيزيدية كانت ميتة تماما  لأنها لم تحقق أي شئ للإيزيديين  رغم أنه كان من الممكن استغلال الأمر جيدا  وبأعلى المستويات  لو وجد أناس أذكياء وذو دبلوماسية ذكية .

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. عزيزي تتحدث عن الدبلوماسية الأيزيدية وتقول ميتة.وانا اقول ليس هناك
    شيء اسمه الدبلوماسية الأيزيدية.
    العبودية قانونأ تم الغاءها ولكن عبودية الأيزيديينلآنتماءهمالحزبي على
    الانتماء الديني هو الطاغي والمصالح الشخصية هي التي تحرك وليس
    الآنتماءالديني.وكما يقول المثل بريكا منو باب وبراي منو.
    يعني جيبي هو ابي واخي.وانت تتحدث عن الدبلوماسية .يقول المثل
    السنجاري أش جو ت ل جه ق جه قي دبرسي.
    الرحى راحت وانت تسأل عن صوت الرحى.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular