الأحد, مايو 19, 2024
Homeاخبار عامةمن تهريب الأموال لتربية الحيوانات الأليفة.. المحادثات الخاصة لعضوات داعش على "تليغرام"

من تهريب الأموال لتربية الحيوانات الأليفة.. المحادثات الخاصة لعضوات داعش على “تليغرام”

القضايا الاقتصادية تشغل نساء داعش في مخيم الهول
القضايا الاقتصادية تشغل نساء داعش في مخيم الهول

كشف تقرير لمجلة “فورين بوليسي” عن العالم الرقمي لنساء داعش في المخيمات، وأهم الموضوعات التي يناقشونها في محادثاتهم على الإنترنت، رغم أن الهواتف المحمولة محظورة عليهن.

وأكد التقرير أنه لا توجد مصادر كثيرة لفهم بقايا نساء تنظيم داعش في سوريا وكيف يفكرن، ولعل أهم هذه المصادر هي محادثاتهن على تطبيق “تليغرام”.

وبحسب المجلة، فقد أنشأن غرفة محادثة تضم 400 عضوة، تشارك منهن 200 يوميا على الأقل، وتكون أغلب المحادثات باللغة الروسية. وأشارت إلى أنه لا يتم قبول طلبات الانضمام إلا بعد توصية من عضوة حالية.

وذكرت المجلة أنهن يستخدمن أسماء وهمية لا تعبر عن أسمائهن الحقيقة مثل “أم يوسف، سمية أوزبكي، سجينة في الدنيا”، أما الصور الشخصية لحساباتهن فهي عبارة عن صور للطبيعة أو اللبؤات، التي غالبن ما تشبهن أنفسهن بها، أو صور الأعلام السوداء والأسلحة.

أما الموضوعات التي يناقشونها بعد عامين من هزيمة التنظيم والاعتقال، فهي أمور عادية لا تتطرق إلى الدين أو التنظيم مثل بيع الطعام والخيام والملابس والمجوهرات والأدوية وحتى الحيوانات، نظرًا لأن العديد من النساء يربين حيوانات أليفة، فهناك الكثير من الرسائل المتعلقة بتربية الأرانب، فقد تجد رسائل مثل “من لديه أرنب ذكر ذي لون مثير؟ أود استعارته ليوم واحد للتكاثر”، بالإضافة إلى عمليات البحث اليائسة عن القطط المفقودة والمسروقة.

الموضوعات الأكثر سخونة

وأكد التقرير أن المناقشات الأكثر سخونة غالبا تكون حول القضايا الاقتصادية مثل الطعام والخيام ومواقد الطهي. حيث يتم اتهام البائعين بوضع أسعار مرتفعة للغاية، وعلى الرغم من أن بعض النساء يدافعن عن التجارة الحرة واختيار البائع لتحديد السعر بناءً على الطلب، تشير أخريات إلى أن “الدين يحث إلى مساعدة الفقيرات”، متهمات البائعين بعدم اتباع الإسلام.

وتبحث بعضهن عن مصادر للدخل وكسب المال، فقد فتحت العديد منهن أعمالًا واستخدمن الإنترنت للإعلان، مثل فصول للأطفال وتحويل الأموال بشكل غير قانوني وخدمات غسيل الملابس واستئجار أحواض السباحة للأطفال. كما يوجد أيضًا إعلانات لدروس الأيروبيك، التي تحظى بشعبية كبيرة في المعسكرات، وحتى تمارين كيغل، وإعلانات لعصائر كوكتيل الفواكه غير كحولية.

كما تشمل الموضوعات أحاديث حول الفساد، حيث يساعد قيادات وأنصار في الخارج، النساء عن طريق إرسال الأموال من خلال عدد قليل من النساء في المخيم. لكن النساء المسؤولات عن توزيع الأموال غالباً ما يتهمن بسرقتها وإهمال النساء الأكثر احتياجاً.

بالإضافة إلى استخدام هذه المحادثات لتحقيق الأمان لهن، على سبيل المثال، يمكن للنساء إخبار بعضهن البعض بمكان وجود حراس المخيم حاليًا حتى يتمكن من حولهم من إخفاء هواتفهن، كما يناقشن أي من الصحفيين والمسؤولين يتواجد في المخيم وما يطلبونه.

مع مرور الوقت في معسكر الاحتجاز ونفاد الأموال، أصبحت الجريمة مشكلة ملحة أيضًا. بدأت عصابات الأولاد الصغار في سرقة الخيام ليلاً، وأصبحت موضوعًا رئيسيًا للنقاش عبر الإنترنت. وغالبًا ما يقمن بإعادة نشر الأخبار حول الكوارث في الغرب، مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا، ويتبع هذه المنشورات تعليقات تعبر عن السعادة والشماتة، على الرغم من أن الحماس الآن أقل بكثير مما كان عليه في الماضي.

وعلى الرغم من أن العديد من المحادثات تكون باللغة الروسية، إلا أن الأخبار من فرنسا هي الأكثر شعبية منذ قطع رأس مدرس هناك على يد مهاجر شيشاني .

“وسام شرف للجهاديين”

أما المواضيع الأكثر خطورة والتي تسلب خلافات حادة بينهم هي الحديث عن الملابس المقبولة للنساء في المخيم، وكيفية التعامل مع العمال الذكور في المعسكر، والآراء حول إمكانية الإعادة إلى الوطن، وما إذا كانت شخصيات معينة من التنظيم مسلمة أم لا.

أكد التقرير أنه مع مرور الوقت، تصبح النساء أقل اهتمامًا بالموضوعات المتطرفة وأكثر اهتمامًا بالقضايا اليومية. حتى الأطفال الذين يرشقون حراس المعسكر بالحجارة يواجهون الآن انتقادات أكثر من الدعم. قد يكون هذا هو الحال إما لأن النساء الأكثر تطرفًا قد تمت إعادتهن بالفعل او تمكن من الفرار.

كان تقرير لصحيفة “الغارديان” في مطلع الشهر، ذكر أن بعض النساء المرتبطات بتنظيم داعش في إحدى مخيمات الاحتجاز الواقعة شمالي شرقي سوريا التقين بأزواجهن عبر الإنترنت، وتم تهريبهن خارج المخيم بعد أن دفع أزواجهم الجدد رشاو.

وبحسب الصحيفة، هناك نساء مقيمات في مخيم الهول يلتقين بأزواجهن عبر الإنترنت باستخدام وسائل التواصل، عبر حسابات تُظهر حسن نيتهن “الجهادية”.

وتقول الصحيفة إن أولئك النساء يطلبن التبرعات من الرجال عبر الإنترنت، إما لتمويل محاولات هروبهن أو تحسين نوعية حياتهن بين أسوار المخيم. ولا يزال العدد الدقيق للنساء اللواتي اتبعن هذه الطريقة للهروب من المخيم مجهولا، ويُعتقد بأنهن يقدرن بالمئات.

وتقول الصحيفة إن تكلفة الخروج من المخيم تصل إلى 15 ألف دولار في بعض الحالات. وتلفت إلى أن بعض الزيجات لا تتعدى كونها “افتراضية”، وأن بعض الرجال، على ما يبدو، ينظرون إلى امتلاكهم زوجة في المخيم كـ”وسام شرف على شبكات التواصل الاجتماعي للجهاديين”.

وبحسب الصحيفة، فإن بعض تلك “الزيجات” تتم عبر الهاتف، ولا يكون من الضروري عادة أن تكون المرأة جزءا من المكالمة.

وتجمع المكالمة ما بين العريس وشيخ وسيط، يقرأ بضع آيات، ثم يعلن العريس كولي جديد لها، قبل أن تتلقى مبلغا من المال أو هاتفا جديدا كمهر لها.

ورغم أن العلاقات الافتراضية تبدو “خيرية”، تقول الصحيفة إن أحد مصادرها اطلع على رسائل تحوي تبادلا لصور فاضحة مع نساء في المخيم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular