التغيير بين متطلبات المرحلة ومشاركة الجميع
يقالون لكل عقدة حل مهما بلغت شدتها وصعوبتها ، لنبحث عنالحلول الممكنة مهما كان الطريق شائك وطويل ، لتكون لدينا عدةخيارات أو بدائل ، لنختار أحداها في حلها ، لكن الأهم من ذلك ،نعرف أين أصل العلة ؟.
التغير مفردة تترد كثيرا في الشارع العراقي ، وهي مطلب جماهيري ، لسبب مسلسل معاناة شعبنا لا تنتهي ، وأصابع الاتهام اغلبهاتتجه نحو حكام ما بعد 2003 ، ومن سبقهم لا يمكن إعفاءهم منالاتهام ، لتبدأ رحلتنا في البحث عن التغير والإصلاح المنشودوبمشاركة الكل .
التغيير لا يشترى ولا يباع ، ولا يستورد أو يصدر ، ولا يأتي عن طريقالتمني أو الأحلام ،أو ينتظر إن يأتي من الآخرين ، ونظل ندور فينفس الدائرة ما بين واقع مرير، والمطالبة بتغير الحال نحو الأفضل .
من المسوؤل عن التغيير؟ ومن عليه تقع هذا المهمة ؟
سوأل يطرح وبحاجة الى إجابة من الكل، ، وإذا كنا ننظر التغيير منالقائمين ،الأفضل لنا إما الهجرة لغير بلد أو البحث عن حل أخر ، لانحلولهم لا تتعدى تغير الوجوه وتبادل الأدوار ، وشعارات وعناوينعرفناه منذ سنوات خلت دون حلول جذرية لمشاكلنا التي لا تعد ولاتحصى ,و يأتي من خارج البلد ، وهنا تقع الماسة المؤلمة لنا ، لانتجربتنا مع الغير معروفه للكل ، وأخر صورة لها ديمقراطيه الأمريكان، جعلتنا نترحم على السابقين في الحكم ، رغم مرارة ما عانينه من الم، لنبقى ضحايا واقع قد يكون الأسوأ في تاريخ البلد
. عقدتنا صعبة للغاية لأننا دائما لا نعتمد على أنفسنا كشعب يريددولة قوية ومن يعتقد إن التغيير يتحقق من خلال تغير كل الموجودين ،أو يتغير نظام الحكم مهما يكون نوعه ، رئاسي أو برلماني أو حتىيتغير نظام الانتخابات الحالي ، لان المسالة اكبر من ذلك بكثير .
ولو حملنا السلاح من اجل ذلك ووجهنا نيرانها ضد من يكون ، أوتظاهرنا أو اعتصمنا أو قاطعنا ،وسبق فعل ذلك الأمر، واقتحم مجلسالنواب وحدث ما حدث ،ماذا كانت النتائج ؟ ،لم يتغير شي ظلت صورة طبق الأصل في كل شي .
لكي تتضح الصورة العلة في التغيير والإصلاح تكون من الشعبنفسه ،ولعل تجارب شعوب قبلنا نجحت في التغيير بشكل جعلتجربتهم يفتدى بهم ، وخير مثال على ذلك المانيا بعد النازية والحربالعالمية الثانية ، كيف كانت بعد الحرب واليوم كيف أصبحت ، الشعب أساس نجاحهم وتقدمها ولم تعتمد على الغير ، أنها إصرارهمووعيهم هو الأساس في بناء دولتهم المعاصرة 0
التغيير يأتي من وعي حقيقة إدراك للأمور بشكل شامل ، نعرف إنالذي يربطنا ويوحدنا الوطن لأنه للجميع ، مهما كان ديانته أومعتقداته للمرء ، ومن ينظم أمورنا ، القانون لأنه فوق الكل ، لا بالقوةأو بالعنف ، لان الطريق نحو التقدم والازدهار يكون من خلال قانوننافذ ومحترم من الكل ، لكل يدرك الجميع عليه واجبات وحقوقمشروعة, لكن لا يتحققان إلا نظام قوي ونافذ ويحترم من الكل ، وفيالمقابل على الحكومة تطبيق القانون ومحاسبة المخالفين و توفيرالخدمات .
هي دعوة للكل من كل شرائح مجتمع الوطنية من اجل المشاركة في تثقيف وتوعية الناس بكل الطرق والوسائل المتاحة ، ليكون لدينامجتمع علمي مثقف واعي مميز ويتميز ، لأنه الخيار الأمثل لحلمشاكلنا ، لان انتظر الحل من الحاكم او الغير ، لا يقدمنا ولا يؤخرنا .
ماهر ضياء محيي الدين