الثلاثاء, مايو 7, 2024
Homeاخبار عامةالسويد .هلسنبوري:هكذا يتم ابتزاز وتهديد أصحاب المحال التجارية في "سودر"Söder

السويد .هلسنبوري:هكذا يتم ابتزاز وتهديد أصحاب المحال التجارية في “سودر”Söder

“بما أنك تعمل هنا فإنه يتوجب عليك أن تدفع” – هكذا يتم ابتزاز وتهديد أصحاب المحال التجارية في “سودر” (Söder)

دخل رجلان اثنان إلى محل تجاري في “سودر” وطالبا بالحصول على مبلغ 200 000 كرون. تم تهديد صاحب المحل التجاري ولكنه رفض أن يدفع.

لقد أصبح الآن بإمكان صحيفة هيلسينغبوري (HD) الكشف عن الحقيقة المستورة التي يعاني منها أصحاب المحال التجارية في المنطقة المذكورة من المدينة أي في “سودر”.

لقد باتت الشبكات والعصابات الإجرامية التي تسيطر على مناطق بأكملها من المدن أمراً معروفاً في السويد، والأمثلة الجليّة على ذلك تظهر في مدينتي يوتوبوري وستوكهولم. هذا وقد قام قسم العمليات الوطنية للشرطة (NOA) في السنوات الأخيرة بإعداد وثائق تلخّص وتبيّن هذا الشكل من أشكال أعمال الإجرام المنظمة في السويد.

لكن المشكلة لا توجد فقط في المدن الكبيرة بل إن المشكلة موجودة هنا أيضاً، بيننا وفي وسطنا.

تقوم صحيفة  HD في هذه المقالة بشرح نوع من الإجرام يتعرّض من خلاله أصحاب المحال التجارية في “سودر” إلى التهديد

والحاجة إلى الحصول على الحماية.

لقد بدأنا بعملنا هذا في نهاية أيلول/سبتمبر من خلال التواصل مع أصحاب المحال التجارية، هذا وقد عرفنا مسبقاً وقبل بدئنا بعملنا في هذا الخصوص بأن المهاجرين فقط هم من يتضررون.

لقد علمنا وبحسب مصادر مختلفة بأن رجال العصابات والتهديد والابتزاز لا يذهبون لتهديد المحال التجارية التي يمتلكها سويديون، إذ أن هؤلاء يقومون بإبلاغ الشرطة في حال تعرضوا للتهديد.

عندما تحدّثنا إلى أصحاب المحال التجارية من المهاجرين، غالباً ما حصلنا على الردّ الذي يقول بأنهم لم يتعرضوا إلى أي مشاكل. لكن البعض منهم قد قال بأنهم يعلمون بأن آخرين قد تعرضوا للمشاكل. أما البعض منهم فقد تحدّث عن بعض الأمور التي حدثت.

– قال أحد التجار: جاءني قبل عامين رجلان إثنان وإحداهما قال بأنه يريد مبلغ 200 000 كرون، ولكنني قمت بإبلاغ الشرطة عنه. ثم حضر بعد ذلك الرجل نفسه وحينها كانت الشرطة معي على خط الهاتف.

ماذا قال الرجل عندما جاء؟

“بما أنك تعمل هنا فإنه يتوجب عليك أن تدفع”. قال بأن المنطقة منطقته الخاصة. قام بتهديدي بأن أطفالي سيتعرضون للأذى.

هذا وقال التاجر بأن الكثيرون في “سودر” يدفعون.

هل شعرت بالخوف حينئذ؟

نعم أكيد، لقد خفت كثيراً في المرة الأولى. لقد تحدث عن أطفالي وعن شقتي. قال بأنني سأتعرض إلى مشاكل كبيرة. قلت له: ” أنا أعيش في السويد، لا أعيش في العراق أو في شيكاغو. جئت إلى هنا لأعيش بأمان”.

هذا وقد أظهر التاجر امتنانه وشكره للمساعدة التي حصل عليها من قبل الشرطة:

– لقد حضرت الشرطة إليّ وقاموا بتدوين كل شيء. أنا أشكر الشرطة. لقد قاموا بعمل جيد معي، لكن يجب عليهم فعل الشيء

نفسه مع الجميع.

قام التاجر بتشجيع التجار الآخرين على أن يتوجهوا للشرطة هم أيضاً:

– يشعر الكثيرون بالخوف من أن يقوموا بإبلاغ الشرطة أو قد يكونوا لا يعلمون كيف تسير الأمور في السويد. لا يجب أن نشعر بالخوف،  يجب علينا الإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص. سيكون الأمر أفضل لو تعلّم الناس أنه يجب عليهم إبلاغ الشرطة.

تحدّث تاجر آخر عما حدث معه:

– لقد تعرضت للتهديد، حيث عرضوا علي “المساعدة”.

– أنا لا أريد الحصول على “مساعدة” منهم لذلك رفضت. ثم قاموا بتخريب محلّي التجاري. كنت خائفاً جداً وتعرضت للسرقة.

كما قاموا بتهديدي لمرات عديدة.

لكنه لم يقم بدفع المال للمبتزّين وقال بأن الوضع قد أصبح أفضل بالنسبة له.

هذا وقال بأنه يريد أن تكون هناك قوانين رادعة وأكثر صرامة في السويد:

– قوموا بسحب الجنسية السويدية من الذين يرتكبون الجرائم الخطيرة وأرسلوهم إلى بلدانهم.

لقد قامت صحيفة HD أيضاً بالتحدث مع شخص يعرف كيف تسير أمور الأعمال الإجرامية إذ أنه كان من الأشخاص الضالعين بهذه الأعمال.

– قال الرجل: كل شيء يتعلّق بالمال.

لقد تحدث لنا عن طرق مختلفة يستخدمها المجرمون:

• تقوم الجماعة الإجرامية بإرسال أحد منهم إلى داخل إحدى المحال التجارية بحيث يقوم هذا الشخص بالتهديد

 والتخريب، كما أنه قد يطلب المال من التاجر. يقوم بعد ذلك بضعة أشخاص آخرين من المجموعة الإجرامية بالدخول إلى المحل التجاري ويدّعون بأنهم قد سمعوا ما حدث ويعدون التاجر بتقديم المساعدة له في أي أعمال مستقبلية مشابهة لما حدث بشرط أن يقوم التاجر بتعويضهم عما سيقومون به بالمال.

التاجر لا يعرف بأن الشخص الذي قام بالتهديد والتخريب متعاون مع الأشخاص الآخرين الذين عرضوا عليه الحماية.

• يقومون بإرسال فتاة شابة إلى إحدى المحال التجارية ومن ثم يأتي “صديقها الغاضب” ويدعي بأن التاجر قد تصرف معها بطريقة غير مؤدبة وبالتالي فإنه عليه أن يقوم بدفع المال. قد يتم تطوير هذه الطريقة بمرحلة إضافية حيث تقوم الجماعة الإجرامية بالدخول إلى المحل التجاري والادعاء بأنهم سمعوا بالمشكلة التي حدثت مع صديق الفتاة الغاضب وبأنهم

يستطيعون حلّ المشكلة.

• يقوم شخص بالدخول إلى المحل التجاري ويقول للتاجر بأنه إذا أراد الاستمرار في عمله دون أي مشاكل فإنه من الحكمة أن يقوم بالدفع للحصول على الحماية.

قال الشخص الذي لديه خبرة في مجال الأعمال الإجرامية:

–  الذهاب وإبلاغ الشرطة هو للأسف خيار لا يقوم به الكثيرون، إذ أنهم أناس حضروا من بلدان لم يعتادوا فيها على أن يثقوا

بنظام الشرطة. لقد حضروا من بلدان كان لهم فيها أقارب كثيرون فبدلاً من إبلاغهم للشرطة كانوا يتصلون بأقاربهم الكُثر

الذين يحضرون بسرعة في حال حدوث أي مشكلة.

قال أيضاً: لقد أصبحت منطقة “سودر” مجتمعاً مزدوجاً حيث أنه أصبح لديهم نظام قانون خاص بهم وهذا الأمر الذي يحدث في “سودر” تطوّر ليشتمل أيضاً على القروض والديون والسداد وتحصيل الديون (الإنكاسو).

– عندما يقوم شخص ما بإقراض المال لشخص آخر ولكن الشخص الآخر لا يقوم بإرجاع المال الذي اقترضه، يقوم حينئذ الشخص الذي أقرض ماله بالتوجه لإحدى العصابات الإجرامية لطلب المساعدة. هذه المساعدة تكون مكلفة إذ أنهم يطلبون الحصول على الكثير من المال ليساعدوا الشخص في إرجاع ماله.

بالنسبة للعصابة الإجرامية فإن صفقة كهذه تجلب لهم الكثير من المال فهم يحصلون على المال من الطرفين. فهم من جهة يحصلون على المال كي يساعدوا الشخص لإرجاع ماله، ومن جهة أخرى فإنهم يرغمون الشخص الذي اقترض المال بدفع مبلغ أكثر بكثير من المبلغ الذي اقترضه.

– نصيحتي إلى جميع من يتعرضون لمثل هذه الأمور هي أن يتوجهوا إلى الشرطة، إذ أنه إذا دفع الشخص مرة واحدة لمن يقومون بابتزازه فسيعودون إليه لطلب المزيد من المال. هذا الأمر يصبح بلا نهاية.

تعمل مدينة هيلسينغبوري على مناهضة الإجرام في “سودر”، لكن المدير التطويري السيد ميكائيل كيبوسكي  يقول أيضاً بأنه من المبكر جداً بأن نصرّح عما إذا قد نجحنا في عملنا:

– لدينا طريقة ناجحة ونحن نعتقد ونتوقع بأنها ستعطينا النتائج المرجوّة. إلا أنه وفي المقابل هناك عدد قليل جداً من الأشخاص ممن يقومون بإبلاغ الشرطة عما يحدث وهذه مشكلة كبيرة.

من الطرق التي تعتمدها مدينتنا هي زيارة التجار وأصحاب المحال التجارية دون إبلاغهم عن الزيارة في وقت مسبق، وذلك برفقة سلطات حكومية أخرى كالشرطة والجمارك ومصلحة الضرائب.

في هيلسينغبوري بأكملها هناك ما نسبته 81 بالمائة من المحال التجارية/الشركات الذين أبدوا قلقهم بشأن التعرض للجريمة أو لأي تخريب خارج عن النظام في السنة الأخيرة.

في نفس هذه الفترة قد تعرض ما 65 بالمائة من المحال التجارية/الشركات للجرائم والتي لم يتم الإبلاغ عن معظمها.

تقول تقريباً واحدة من كل ثلاث شركات بأن موظفيها قد تعرضوا إما للعنف الجسدي أو التهديد أو المضايقات وإما للإبتزاز أو الفساد أو لنظم “الحماية” التي تديرها العصابات.

لا يعتقد المدير التطويري في المدينة السيد ميكائيل كيبوسكي بأن الأرقام “غير متوقعة”.

– نحن نعلم بأن نسبة عدم الأمان في هيلسينغبوري قد أصبحت نسبة مرتفة وإنه من المهم جداً أن نأخذ هذا الأمرعلى محمل

الجدّ.

المحال التجارية /الشركات التي ينتابها القلق من أن تتعرض للإجرام بنسبة أكبر من غيرها هي تلك التي تقع في وسط المدينة/ “السنتروم” وفي “سودر”، هذا القلق يتمثل مثلاً في عدم الأمان والخوف من التعرض لعمليات الإجرام.

تحدّث الشرطيان يوهان مانغبو  وبيتر كارستروم عن أن موضوع الإجرام في “سودر” يتعلق بـ “التشكيلات والجماعات والمجرمين متعددي الأطياف” .

قال الشرطيان:

 – التشكيلات أو الجماعات عادة ما تعيش في المنطقة التي يقومون فيها بأعمالهم الإجرامية. لكن هذه التشكيلات يكون لديها

عصابات من أقربائهم يعيشون في مدن أخرى في أوروبا أو في الشرق الأوسط.

هذا وقد قدم الشرطي يوهان مانغبو نصيحتين للتجار. النصيحة الأولى هي أن يقوموا دائماً بعمل حسابات شركتهم/محلهم التجاري بالشكل الصحيح، حتى لن يكون من السهل على الآخرين استغلالهم.

– أما النصيحة الثانية فهي أنه من المهم أن يتم إبلاغ الشرطة منذ البداية بحسب ما قاله.

 قال الدكتور البروفيسور في جامعة مالمو والمتخصص في علم الجريمة الدكتور “ماني غيريل”  في وقت سابق: الأشخاص الذين يتعرضون للابتزاز  “والحماية” يدفعون ثمناً باهظاً، حتى ولو حصلوا على الدعم القانوني الكامل في المجتمع.

ماذا يجب على المجتمع أن يفعل بشأن هذه الجرائم؟

– أعتقد أن هناك أمراً مهماً يجب أن يصبح أفضل وهو ما يتعلق بدعم ضحايا الجرائم ودعم الشهود. كما وأضاف قائلاً: سهّلوا

على الناس ليقوموا بإبلاغ الشرطة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular