الجمعة, مايو 17, 2024
Homeاراءخيري شنكالي : كوجو الشهيدة ...القرية التي هزت ضمير الأنسانية

خيري شنكالي : كوجو الشهيدة …القرية التي هزت ضمير الأنسانية

خيري شنكالي
عندما اجتاحت خفافيش الظلام (داعش) شنكال الجريحة ، قامت المجازر والمذابح في كل بقاع شنكال ولطخت ارضها الزكية بدماء الشهداء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة بعد الخيانة الكبرى التي انسحبت منها قوات البيشمركة تكتيكيا كما وصفها قادتها، لما لا! لم تثار اطلاقة واحدة ولم يصيب اي من البيشمركة انهم قدموا شنكال باهله لداعش على طبق من ذهب الم تكن هذه خيانة بحق ديانة كاملة ؟
كانت النتيجة مأساوية وصل عدد الضحايا الى حوالي ١٢ الف انسان من شهداء ومفقودين واسرى وسبايا من النساء والاطفال والذين ماتوا جوعا وعطشا وانتحارا.
قرية كوجو الشهيدة نموذجا للجينوسايد الأيزدي، تلك القرية المسالمة الآمنة والهادئة بسكانها والأغنى من بين قرى الايزدية والمشهورة بجمال نساءها وعلاقاتها الطيبة مع جيرانها من العرب واعطائهم الأمان المزيف ، جعلت (كوجو) لقمة سائغة بل كعكة الأنتصار لوحوش القرن الحادي والعشرين وكلاء الله على الكفار.
بقيت كوجو بكامل سكانها البالغ عددهم ١٢٠٨ اسيرة لدى داعش وقد اجبروهم على اعتناق الأسلام.
ففي يوم ١٥ آب ٢٠١٤ أمر امير تونسي بقتل الذكور وسبي النساء والاطفال.
وفي تمام الساعة الثانية عشر من اليوم نفسه اتصلت بالشهيد (اسماعيل خديدة) عن مايجري في كوجو فقال:
نحن حاليا في ديوانخانة السيد احمد جاسو يجمعون منا الموبايلات والأشياء الثمينة وكذلك يجمعون النساء في مدرسة القرية ويأخذون منهن مخشلاتهن الذهبية واظن انهم سيقتلوننا.
اتصلت به بعد حوالي ساعتين فلم يرد علي، عرفت من ذلك قد انتهى كل شيء.
قتل جميع الذكور البالغين من العمر عشر سنوات فما فوق رميا بالرصاص وعلى شكل مجاميع ؛ اما النساء والأطفال فتم عزلهن في الطابق الاول للمدرسة ومن ثم نقلهن الى بناية اعدادية الصناعة بمنطقة صولاغ ومن هناك الى تلعفر حيث المصير المصير المجهول، وتم عرضهن بالمزاد وبيعهن للمجاهدين بعد ان اختيرت اجملهن للأمراء وتصفية العجائز من النساء بالقتل . اما الأطفال الذين نجوا من المجزرة تم تجنيدهم في معسكرات خاصة بالاطفال في سوريا.
تم توزيعن في اسواق النخاسة بمعظم مدن العراق والدول المجاورة وتم بيعهن بابخس الأسعار حيث وصل اسعارهن الى ثلاث سكائر ، تم اغتصاب القاصرات بأبشع الوسائل ، هناك من تم بيعها اكثر من خمسين مرة ، تم عقد الزواج على احدى الفتيات ثلاثون مرة وطلاقها ثلاثين مرة خلال ست ساعات. كانت شريعتهم تأمرهم بأغتصاب كل مرأة بعشرة رجال لكي تصبح مسلمة.
نادية مراد ابنة كوجو الشهيدة خير دليل لأبشع جريمة ارتكبتها داعش ، حيث كانت بحوزة احد الأمراء وتم معاقبتها فاضطجعها سبعة عشر داعشيا في يوم واحد وبعد ان نجت من دولة الظلام فضحت اعمالهم البشعة في المحافل الدولية وامام رؤوساء العالم العربي . وتقديرا لجهودها ولتلك الضحايا اصبحت سفيرة السلام العالمي لنشر ما آلت اليه الأيزديين واصبحت صرخة لهز ضمير الأنسانية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular