الخميس, مايو 2, 2024
Homeمقالاتهادي سعدو :لا تخرج الحمائم من بيوض الافاعي..

هادي سعدو :لا تخرج الحمائم من بيوض الافاعي..

شهدت الرئاسات العراقية الثلاث تسنم شخصيات قد تكون مغايرة المكان والتوجه عن سابقيها والتي قد احتلتها وتبوأتها احزاب ذات جدور دينية صرفة وتقيدت كل مفاصل الحياة بالحلال والحرام وتطبيق ذلك على مفاصل الدولة ومن فيها حرفيا وبالتالي فرض ما هو حرام عليهم على من هم حلال عليهم وضرب الالية التي هم قد وصلوا بها الى تلك المناصب ضرب الحائط واعتبارها مجرد سلم متى ما صعدوا اخر قطعتها وجب اسقاطها ارضا ونكران جميلها.
الوجوه التي قد كلفت فعليا بتشكيل الحكومة الجديدة تميل ولو على الصورة الى الابتعاد عن تلك الجهات رغم انهم يعاشرونهم منذ سقوط نظام البعث وتسنموا عدة مناصب في مختلف الحكومات التي تشكلت بعد 9 نيسان وكانوا جزءا من القرارات المهمة التي كانت تخص البلاد وتسيير بها اموره.

الهرم في دولة تسيطر عليها عدة جهات مناطقيا وتقبضها كل فصيل سواء حزبي او مذهبي منطقة معينة لا يكون حازما وذو القرار الاخير ولن يكون هرمها عتيدا ينظر من الفوق للبلاد بل واضعا بين عدة جهات تهزه اكتاف عدة جهات متى ما ارادوا ومتى ما شُعِروا بان الوضع لن يكون لصالحهم الشخصي وبالتالي ذهاب الهرم يمينا ويسارا وقابلا للسقوط في كل مرة خصوصا وان المكلفين بأدارة البلاد لا يمتلكون الظهر القوي ولا العدد الكافي في داخل السلطة التشريعية الاولى حيث المعروف بجر كل المختلف عنهم الى المجلس ورفع الحصانة عنه والتستر على كل فاسد قد اطعمهم ويطعمهم من القليل من ما يجنيه(وهو الكثير الكثير طبعا) وبالتالي تصفية كل من لم يفسد او يحاربه وتفريغ الساحة السياسية للمشتركين والمتشابهين بأمتصاص المال العام وتعبئة خزائن الحزب للدورات الانتخابية القادمة وامور اخرى حسب ظرف الدولة والمنطقة برمتها.

الكتل الفائزة والتي قد تعودنا على حصدها مئات الالاف من الاصوات رغم صفر تقدم للبلاد ستفرض وزرائها ومدرائها العامين بكل تأكيد على رئاسة الوزراء وترشح من تراها هي بأنهم سيخدمون الحزب او الكتلة ويكونون مطيعين لا يخالفون اوامر الحزب وإن اختلفت مع وجهة نظر رئاسة الوزراء نفسها وبالتالي حصر الهرم ووضعه امام خيارين اما توزيع ما يكسبه البلد فيما بينهم او اجباره على الاستقالة والافلات(بريشه).
الافاعي التي سيطرت على البلاد وسرقت جل اموالها والاتيان بمشاريعها الشخصية دون محاسبة لن تقف مكتوفي الايدي وتترك البلد لمستقل او شخص مختلف عن توجهاتهم ولن يكتفون بالتفرج وهم يفقدون ثروات هائلة كانت قد غطها جلبابهم طيلة الفترة السابقة،ولن تعطي الحمائم لادارة البلاد بل ستصدر شبيهيها والذين تربوا وعزفوا على اوتار خططها التي حكموا بها البلد لعقد ونيف…

لا تنتظروا من افاع ان تصدر حمائم لنشر السلام هنا ولا تنظر للمقابل الا بنظرة الانسان للانسان وتوزيع ما يملكه البلد بين الجميع وبالتالي صعود اسهم الكفاءة والاستحقاق وهذا ما يزيل بشكل نهائي هذه الاحزاب ومن خريطة السياسية باكملها فكيف لهم ان يضعوا نهاية لهم باياديهم؟ وكيف للافاعي ان تصدر الحمائم؟

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular