المعتقدات والطقوس الخۆریة في الدين اليزداني
1. عبادة الخۆریين للشمس وتقديس اليزدانيين لها: كان الخۆریون يعبدون الشمس (هۆر) أو (خۆر). اليزدانيون يُقدّسون الشمس الى الآن، حيث يُقبّل الإيزيدي موقع الأرض الذي تشرق الشمس عليه، بينما يحلف اليارساني بالشمس بِقوله (وە خۆرە زەردە) أي (أقسم بالشمس الصفراء) وكذلك يقوم اليارساني بالمناجاة عند شروق وغروب الشمس. من الجدير بالذكر أن كلمة (هۆر) أو (خۆر) لا تزال باقية في اللغة الكوردية بنفس المعنى، حيث أن (هۆر) تُستعمل في اللهجة الكوردية الهۆرامية، و (خۆر) في اللهجة الكرمانجية الوسطى. نرى أن اللهجة الهۆرامية لا تزال تحمل إسم الخۆریين (الشمس) وتعني (اللهجة الشمسانية)، كما أنّ مركز السكان الناطقين بهذه اللهجة تُسمى (هۆرَمان) التي هي بإسم الخۆریين. من الجدير بالذكر أن اليارسانيين يتكلمون اللهجة الهۆرامية وأنّ الدعوة الدينية اليارسانية إنطلقت من منطقة (هۆرَمان) من قِبل مُجدد الدين اليارساني (سان سَهاك San Sehak). من المُرجّح جداً أن تسمية منطقة (هۆرَمان) تمت نسبةً الى سكانها الشمسانيين الناطقين باللهجة الهۆرامية. (هۆرَمان) إسم مُركب متألف من (هۆر) التي كما ذكرنا أنها تعني (الشمس) و (مان) تعني (بيت) أو (موطن) [1] وبذلك (هۆرَمان) تعني (موطن الشمس).
2. الصيام: كان الخۆریون يعتقدون أن غروب الشمس ناتج عن غضب إله الشمس عليهم بسبب إرتكابهم لأعمال سيئة، ولذلك كان إله الشمس يحجب الشمس عنهم وينزل عليهم غضبه بتسليط ظلام الليالي عليهم. لإرضاء إله الشمس بِعدم حجب الشمس عنهم، بدأ الخۆریون الصوم لمدة ثلاثة أيام. فترة الصوم خلال النهار كانت تبدأ قبل طلوع الشمس وتنتهي بعد غروبها، حيث إمتنعوا خلال هذه الفترة عن تناول الطعام والشراب خلال وجود الشمس. اليزدانيون يصومون ثلاثة أيام خلال أطول ليالي الشتاء. هذا يشير الى أن اليزدانيين يصومون خلال الفترة التي تحجب الشمس لأطول ليالي الشتاء خلال السنة، وأنهم كأسلاف الكورد الخۆریين، يبتهلون الى (يزدان) أن يُشرِق عليهم الشمس التي تغيب عنهم في أيام تكون لياليها أطول الليالي.
3. المراسيم الدينية والموسيقى: تشير النصوص الخۆریة الى أن الموسيقى والغناء كانتا تُصاحبان المراسيم الدينية عند تقديم القرابين للإله وتقديم الأكل والشُرب لمسؤولي المعابد في كوردستان. كما كانت هناك مواقد في المعابد الخۆریة التي كانت تجري عليها مراسيم تقديم القرابين [2]. يشترك دين يزدان مع الخۆريين في هذه الطقوس الدينية، حيث يتم إنشاد تراتيل دينية مصحوبة بالعزف على الطنبور. كلمة (طنبور) متأتية من الكلمة الكوردية (تەمبوور Tembûr). تُسمى هذه الآلة الموسيقية باللغة الپهلوية (تەمبۆر Tembor) [3]. هذه الآلة الموسيقية خاصة باليارسانيين وأنّ الإيلاميين كانوا يعزفون على الطنبور، وأن إيلام كانت مركز الدين اليارساني. على الأرجح أنّ الإسم الأصلي لهذه الآلة الموسيقية هو (تَميره)، حيث أن اليارسانيين لا يزالون يستخدمون هذا الإسم المتكون من حرف التاء (ت) الذي هو إختصار لكلمة (تَنْ Ten) التي تعني (جسم) أو (آلة) وهنا تعني الكلمة (آلة)، ومن كلمة (مير) التي تعني (أمير) وهنا تعني الخالق (يزدان)، حيث أنّ الطنبور هي آلة مناجاة وإبتهال الى الخالق في الدين اليارساني.
4. القرابين والنذور: كان الخۆریون يتصورون أن الآلهة هم محور الحركة في الوجود وأنّ مظاهر الخير والشر نابعة منهم. من أجل إبعاد الشر، كان الإنسان يتعهد بِتقديم قرابين ونذور، مثل إطلاق طير الى السماء (يسمى فأل الطير) أو ذبح خروف وتنظيف أحشائه داخل المعبد [3]، حيث أن تقديم الطيور كقرابين، كان طقساً خۆرياً قديماً [4]. اليزدانيون يقدمون أيضاً الخرفان كقرابين. على سبيل المثال، يقوم اليارسانيون بٍطبخ اللحم وتوزيعه في اجتماع ديني (جَم) في ال(جەمخانە Cemxane) التي هي معبد اليارسانيين ومحل اجتماعاتهم الدينية لتقديم النذور والقرابين وعقد الزواج وتسمية الأطفال وتعميد الشخص لجعله يارسانياً بصورة رسمية وغيرها من المراسيم الدينية الأخرى.
المصادر
1. جەمال نەبەز. کۆبەرهەم ژماره 8 – وشەنامەکی ئێتیمۆلۆژیای زمانی کوردی. چاپی یەکەمی ئەلیکترۆنی، تایپکردن و کاری تەکنیکی: کەریم بیانی، 2008، لاپەڕە 215 – 216.
2. الدكتور جمال رشيد أحمد. ظهور الكورد في التاريخ. الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 2005، صفحة 643.
3. جەمال نەبەز. کۆبەرهەم ژماره 8 – وشەنامەکی ئێتیمۆلۆژیای زمانی کوردی. چاپی یەکەمی ئەلیکترۆنی، تایپکردن و کاری تەکنیکی: کەریم بیانی، 2008، لاپەڕە 324.
4. الدكتور جمال رشيد أحمد. ظهور الكورد في التاريخ. الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 2005، صفحة 652.
