تأملات ايزيدية
١
الكومبيوتر
الانسان
كثيرا ما ترد على مسامعنا حين ينتقد أحد ما ( شاب أيزيدي ساذج، فارغ المحتوى وشاذ السلوك) مقابله – الشخصية الايزيدية المثقفة والمتعلمة صاحب الرؤية الثاقبة والتحليل السليم والمعلومة الدسمة الصحيحة :
‘ ماذا تقول يا سيد نحن في عصر الكومبيوتر..؟! ‘ وغير ذلك من الكلمات، والحقيقة انه يجهل أبسط مزايا الكومبيوتر وربما لا يعلم استخداماتها غير مشاهدة صور وفيديوهات فاحشة ..
هنا أقول نعم نحن في عصر المعلوماتية والكومبيوتر محور وداينمو الحياة لكن لابد أن يزود مستعمل الكومبيوتر معلومات صحيحة حتى تكون النتائج التي تخبرنا به (الكومبيوتر المسكين) كاملة وصحيحة وبعكسه لن يحصل صاحبه على المطلوب.
أذن لنقول ‘ ركز في معلوماتك، دقق في بياناتك قبل إدخالها الكومبيوتر، أستعمل هذا الجهاز بعقل راجح وفكر متقد حتى لا تظلم (الكومبيوتر.. الذي لا حول له ولا قوة) ويكون خادمك الأمين والمطيع ..’.
بمناسبة الكومبيوتر وعصر المعلوماتية والعولمة، هنا ساسرد للقراء الكرام حكاية بسيطة وباختصار شديد لها علاقة مباشرة بالموضوع، مواقف عشتها واتذكرها جيدا رغم مضي أكثر من أربعين عام (ايام الدراسة الجامعية).
كان يدرسنا مادة (هندسة المكائن) الاستاذ الدكتور محمد علي باقي، كان المرحوم علامة معروفة، يملك خزين وفير من العلم والمعلومة، رغم ذلك كان صاحب شخصية غريبة بعض الشيء، حيث كان جادا في أغلب الاوقات، مفتقدا روح المجاملة وبعيد كل البعد عن الفكاهة والابتسامة، أما الضحك بسبب او دون سبب لايا كان (شاب او فتاة) جالس قاعة المحاضرة اثناء الشرح والنقاش، كانت (من وجهة نظره) جريمة لا تغتفر،
أهم الأشياء بالنسبة له من طالب العلم النتيجة ووحدة قياسها، كنا نخشى من كتابة نتيجة (جواب السؤال)، حيث كان الجواب الخاطيء والنتيجة الغير صحيحة ليست بمشكلة، كل المشكلة حينما يكون الخطأ واضحا والنتيجة فاضحة، حيث كان يقول ‘ ما لم تأكدوا من الجواب مائة بالمائة لا تكتب النتيجة النهائية..’.
كان يواصل حديثه ويقول ‘ لابد أن يكون لك تصور معين حول المنظومة التي تعمل بقدرة محددة وفولتية وتيار كهربائي معين كان يكون (أجزاء من الفولت – ملي فولت – واحد من الف فولت) هل من المعقول تكون النتيجة وجواب السؤال (كيلو فولت – الف فولت..!؟ ).
هذا ما معناه انك لم تفهم المسألة وليست لك تصور عنها، مجرد تضرب وتقسم الاعداد اعتباطا وهذا الأمر يؤدي بك الي الكارثة بعينها، وقتها لن يفيدك الندم كونك في واقع الحياة كأن تكون داخل محطة كهربائية او في اروقة معمل منتج ومصنع يقدم شتى الخدمات وجنابك مهندس مسؤول عن كل ما يحصل والموضوع ليست بتجربة فاشلة يمكنك إعادتها، للارقام الان علاقة بحياة المواطنين وتحدد مصير وطن، لذا النتائج الغير مدروسة وبعيدة عن المنطق تكلفك غاليا ‘ منظومة معطوبة ومصنع معطل والجهاز محروق..’.
في اغلب المسائل كنا نترك النتيجة النهائية في الامتحانات حيث كنا نفقد الشجاعة حينما لم نكن متأكدين مليون من المئة وليس مئة بالمئة تجنبا للتوبيخ والإهانة امام الزملاء داخل قاعة المحاضرة اما خسارة ربع درجة او اكثر للسؤال رغم أهميتها بالنسبة لنا احسن من الصفر في الامتحان اجمالا من ناحية وكانت لا تقارن بحجم الاحراج وجرح المشاعر علنا من ناحية أخرى ..’.
٢
ختارة
كانت المناهج مختلف المواد ايام الدراسة في السبعينات وما قبلها في العراق غير المناهج الدراسية الحالية ومختلفة في اختيار مواضيعها وكيفية تناولها وسرد تفاصيلها واكبر دليل على ما أقول مادة التاريخ واللغة الانكليزية وحتى الرياضيات..
ساتناول مادة التاريخ نموذجا حيث كانت مواضيع منهاج كتاب التاريخ لصف الأول المتوسط حول بدايات ظهور السلالات الأولى التي عاشت على أرض العراق (حضارة وادي الرافدين).
كانت لمملكة الشمس (مدينة حضر الاثرية) متسعا من التفصيل والشرح ضمن بنود وفصول الكتاب (المنهج)، بداية من تناول الفكر والمعتقد السائد لشعوبها ودراسة مقومات (الاسرة) وقوانين (المجتمع) والنظام المتبع الى اصول اللغة وجذور حضارتهم ومصدر معيشتهم من امتهان الزراعة الى الاهتمام بالثروة الحيوانية وغيرها من المهن اليدوية من صنع الفخار المنتشر في ارجاء المملكة.
من ضمن ما اتذكره من مواضيع الكتاب معلومات أولية عن ديانة شعب المملكة حيث تجتمع اهالي المملكة عند (معبد الشمس) والقيام بممارسة شعارهم الدينية إضافة الى عبادة الظواهر الطبيعية من الشمس والنجوم.
كانت مدينة حضر عاصمة مملكة الشمس في العهد الكاشاني قبل الميلاد بقرنين من الزمان وكانت المملكة مشهورة برجالها العلماء خاصة في الفلك وعلوم التنجيم والحساب إضافة إلى خصوصيتهم في التعامل مع الحجر والجص المستعمل في البناء حيث أثار عمرانها لازالت شاخصة لغاية الآن رغم مرور قرون من الزمان (قبل الميلاد) وقد غزت قوات الملك الساساني (سابو الأول عام ٢٣٩ ق. م) المملكة ودمر البنيان وقتل الإنسان وطمس الحضارة وأثرها ومقالة مربي الأجيال الاستاذ حاجي علو عن قرية ختارة المنشورة على صفحات موقع بحزانى نت الموقر وافية وكافية للقاريء اللبيب عموما والراغب في معرفة المزيد من المعلومات خصوصا ..
٣
من مفارقات ايام الدعاية الانتخابية
قلت له :
إن كثرة المرشحين الايزيديين اولا وفي قوائم مختلفة ثانيا ليست من مصلحة الايزيدية، ستتبعثر الأصوات الايزيدية ويكون الخاسر الاكبر المرشح الايزيدي نفسه.
المرشح الايزيدي :
لا يهم.. مازالت المسألة في صالح قائمة الحزب.
ملاحظة/
في نهاية الحوار تأكدت من حقيقة ان غالبية (لا أقول جميعهم) حزبيين متعصبين لحد النخاع وموالين للاسياد موالاة العميان – دون زيادة ونقصان.
عن (المرشحين الايزيديين في مختلف القوائم)
أتحدث..
