الأربعاء, مايو 8, 2024
Homeمقالاتفرماز غريبو: انتقام كلستان

فرماز غريبو: انتقام كلستان

 

كلستان تلك الفتاة اليانعة وفي مقتبل العمر , طالما حلمت على ان تصعد السلم وتصبح واحدة مشهورة في المجتمع ,ليس بمالها بل بعلمها ومعرفتها , فقد طمحت منذ أن كانت في المرحلة الإبتدائية في ان تدرس الطب أو الصيدلة ,وبعد أن انهت دراستها الثانوية وبتفوق توجهت إلى الجامعة وانتسبت لكلية الصيدلة ,داومت واستمرت في الدوام وانهت السنة الأولى بنجاح باهر ومن ثم جاءت السنة التالية ,كانت تثابر على الدراسة رغم أن وضع عائلتها كان ليس  على ما يرام ,وقد كانت قد وضعت نصب عينيها أيضا تخليص عائلتها من ذلك الوضع ,كانت تذهب للجامعة بواسطة الباص ,نعم باص النقل الداخلي و أحيانا عن طريق الميكرو باص,استمرت هكذا,كانت ما أن ينتهي الدوام تأتي لموقف الباص وتركب حتى تأتي للموقف الذي يبعد حوالي كيلو متر عن مكان سكنها  وتنزل ومن ثم تسير مشيا حتى تصل لمكان السكن .

في أحد الأيام وبعد انتهاء الدوام جاءت وكالعادة لموقف الباص ووقفت حتى جاء الباص ,ركبت الباص ككل مرة ولكن هذه المرة كانت تختلف ,فعندما وصل الباص للموقف الذي يجب أن تنزل كان الظلام قد خيم واسدل الليل بخيوطه السوداء نعم بخيوطه السوداء,نزلت كلستان وسارت وهي معتزة بنفسها وتوجهت للبيت ,لكن كان أمرا غريبا وغير متوقع ينتظرها نعم كانت فاجعة ,فبعد أن سارت بعض الشئ في زقاق ضيق واقتربت من موقع الزبالة ,فوجئت بظهور شبح شئ اقترب منها ثم تلا ذلك آخر وآخر حتى صاروا 4 ,اقترب أحدهم منها ففكرت كلستان بأنه ربما سيطلب منها بعض المساعدة أو توجيه سؤال عن استفسار ما, لكن ما أن اقترب منها ذلك الشبح حتى تبين لها بأنهم مجموعة رجال كثيفي الشعر واللحية ,قذروا المنظر وخاصة أن الوقت كان ليلا ,سالتهم ماذا تريدون؟ إلا أن احدهم قفز عليها وبسرعة وأمسك برقبتها ووضع يده على فمها ومن ثم سحبها لمكان منخفض اسفل مكان القمامة ,هناك كانت الفاجعة ,مضت ساعة واكثر على ذلك حتى فاقت كلستان ,لكن كيف فاقت وماذا رأت؟كانت كلها مدمية  وموجوعة ,جلست ونظرت حواليها  لكنها لم تجد أحدا لأن الأشباح كانوا قد فعلوا فعلتهم وفروا هاربين,نعم هذا ما رأت ,بعد برهة نهضت كلستان وتوجهت للبيت ثانية ,وصلت لباب البيت ومدت يدها للمفتاح الذي وجدته بصعوبة من هول الفاجعة ,فتحت الباب وتوجهت للحمام لتبدل ملابسها وتنظف تفسها من ما حدث,وقامت بوضع ملابسها في كيس ووضعت ذلك الكيس في مكان بحيث تراه بكل يوم كي لاتنسى ما جرى لها .

بكل يوم صباحا وقبل مغادرتها البيت كانت تنظر للكيس وبكل مساء عندما كانت ترجع للبيت تنظر للكيس , نعم لم تنس كلستان ما حدث لها لكنها بقيت هادئة وصارت تفكر عن الإنتقام لشرفها المهدور ’صارت تتردد على مكان ارتكاب الجريمة باستمرار حتى رأت بيوم من الأيام أحد هؤلاء الأربعة ويدعى محمد وهو الذي امسك بها أولا وعرفته جيدا ,لكنها لم تتكلم معه ولم تسمح له برؤية وجهها كي لايعرفها ,جلست بمكان بحيث لايراها محمد وما أن سار محمد حتى قامت كلستان وتابعته حتى وصل لمسكن ,فتح محمد الباب ودخل ,رجعت كلستان من دون أن يراه محمد لكنها سجلت اسم الشارع ورقم البيت على ورقة , بعد يوم من ذلك كانت كلستان قد خططت للإنتقام ولكن يجب أن يكون الإنتقام ليس من واحد بل يجب الإنتقام من الأربعة ,لذلك جهزت الصيدلانية حقنة مخدرة ووضعتها في حقيبتها وبعد انتهاء الدوام توجهت مباشرة إلى حيث يسكن محمد ,وصلت للبيت ,دقت الباب ,فتح محمد الباب سلمت عليه كلستان واستأذنت بالدخول ,دخلت وصارت تتكلم مع محمد بكل هدوء ,طلبت من محمد كأس ماء ’فجلب لها ابريقا وكأسين  صبت لها كأسا ومن ثم وضعت المخدر في بقية الماء ,عندما كان محمد في المطبخ لأمر ما ,بعد أن رجع محمد وضع الماء في كأس ومن ثم شرب ,بعد عدة دقائق شعر بدوخة في الرأس ومن ثم وقع أرضا ,قامت كلستان  بربطه بالسرير بشكل جيد وانتظرت حتى زال أثر المخدر,سالته عما إذا يعرفها أم لا ,طبعا كان يتذكرها وصار يترجى ولكن من دون فائدة ,صارت كلستان تطلب منه اسماء وعناوين بقية الشركاء ,لم يطل الوقت حتى قال لها كل شئ وأعطاها المعلومات التي تريده ,تركت كلستان محمد بعد أن وضعت مقدارا آخر من المخدر في الماء وشربته ذلك الماء ,بحيث أنه سيموت بها حتما بعد زمن قصير ,خرجت كلستان بكل هدوء من بيت محمد وذهبت للبيت ولكن اللعبة لم تنته ,بعد يومين مرت كلستان على مكان سكن محمد ووجدت البيت كما كان فتأكدت بأنه قد مات .

    حسب المعلومات التي حصلت عليها كلستان كان المجرم الآخر يدعى أحمد ,كان يتردد على مقهى في مكان معروف ,بعد اسبوع توجهت كلستان حيث يكون المقهى ,وصلت وسألت  الناس هناك عن أحد الأشخاص وبأنه أحد اقربائها ,دلها بعض الناس عليه وكان جالسا على طاولة بمفرده ,جاءت كلستان لعنده وسلمت عليه وتكلمت معه وطلبت منه أمرا ما ,نهض أحمد لجلب ما طلبته فقامت كلستان وبسرعة ووضعت السم في فنجان القهوة الذي كان يشربها ونهضت ولكن لم تذهب للبيت مباشرة بل وقفت عند الباب ولم تمض دقائق حتى رأت أحمد وهو يصيح ويستغيث ,ولكن من دون جدوى فعندما وصلت سيارة الإسعاف كان أحمد قد فارق الحياة وانسحبت كلستان من المشهد بكل هدوء وتوجهت للبيت .

في البيت وضعت كلستان خطة القضاء على المجرم الثالث ويدعى خميس ,توجهت كلستان لمكان سكنه ,عندما وصلت لبيته رأته جالسا على كرس وهو يدخن ,دقت الباب ففتح لها ودخلت كلستان وسلمت عليه وصارت تتكلم معه في وسط جوي رومانسي حتى جعلته يشعر بأنها ترغب فيه لأمر في نفسه , طلبت منه كلستان الخروج معا والتوجه لمكان لايوجد فيه أناس لتلبية رغباته ,وافق خميس على ذلك واستقلا سيارة استأجرها خميس لتلك الغاية وتوجها لمكان فيه اشجار كثيفة ,وفي الطريف صارت كلستان تغازله حتى اقتنع خميس بأنها ستلبي ما يريد ,في الطريق قالت كلستان بانها تسمع صوتا من السيارة يدل على  أن السيارة ليست على ما يرام ,أوقف خميس السيارة وفتح غطاءها ونظر للمحرك في هذه اللحظة حقنته كلستان بحقنة مخدرة فارتخى جسمه ,بذلك الإثناء أخرجت كلستان حبلا كانت قد أخذته معها لذلك الغرض وربطت به عنق خميس الذي وضعته بالسيارة وأقفلت عليه الباب ومن ثم ربطت الطرف الآخر للحبل بشجرة وشغلت السيارة بحيث صارت تسير بكل هدوء وتركته هكذا ليموت شنقا .

في هذه الأثناء كان الشرطة يبحثون عن قاتل المقتولين ولكن دون جدوى ’وصل الخبر للمجرم الرابع ويدعى علي وكيف أن رفاقه وشركاء الجريمة قد ماتوا ,فتأكد بأنه سيموت حتما آجلا أم عاجلا ,لذلك قرر الإنتحار ,وفي ظهر يوم وبعد أيام قليلة شوهدت جثة علي وهي معلقة على شجرة ,انتشر الخبر وسمعت كلستان بالأمر فجاءت لتتأكد بأن المجرم الرابع قد مات أيضا واغلق الملف أي ملف الإنتقام .

بعد أيام كتبت كلستان رسالة وشرحت فيها ما جرى لها على أيدي هؤلاء المجرمين وجاءت لمركز الشرطة ووضعت الرسالة على طاولة الضابط المناوب الذي لم يكن موجودا بذلك الوقت ورجعت للبيت لتتنهد الصعداء.            

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular