الخميس, مايو 2, 2024
Homeاخبار عامةورقة الكاظمي للولاية الثانية.. هل تنجح الوساطة العراقية بين طهران والرياض؟

ورقة الكاظمي للولاية الثانية.. هل تنجح الوساطة العراقية بين طهران والرياض؟

.

تشغل أنباء الوساطة العراقية بين إيران والسعودية ساحة النقاش والجدل، في ظل السرية التامة التي تحيط بالمحادثات بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد، وسط آمال بتحقيق تقدم ملموس ينعكس إيجاباً على الوضع في المنطقة بشكل عام.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير ومصدرين في المنطقة قولهم، إن مسؤولين سعوديين وإيرانيين أجروا محادثات مباشرة هذا الشهر، في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين، حيث تركزت المباحثات على ملفي اليمن ولبنان.

يأتي ذلك بعدما قالت ‹فايننشال تايمز› البريطانية (Financial Times) الأحد، إن مسؤولين رفيعي المستوى من السعودية وإيران أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات بعد 5 سنوات من القطيعة الدبلوماسية، غير أن مسؤولاً سعودياً نفى للصحيفة إجراء أي محادثات بين الجانبين.

وبحسب رويترز، قال مسؤول إيراني إن الاجتماع عقد في بغداد في التاسع من إبريل/نيسان الجاري، وكان على مستوى منخفض لاستكشاف ما إذا كان هناك سبيل لتخفيف التوتر القائم في المنطقة.

اجتماع بطلب من العراق

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن الاجتماع عُقد بناء على طلب من العراق، لكنه لم يسفر عن أي انفراجة.

ويوم أمس، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن سياسة بلاده الخارجية قائمة على مصالح السعودية، مشيراً إلى أن المملكة لا تقبل أي ضغوط أو تدخل في شؤونها الداخلية.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، قال بن سلمان: «إن إيران دولة جارة.. ونطمح أن تكون لنا علاقة طيبة ومميزة معها.. ولا نريد أن يكون وضعها صعبًا.. بل أن تكون مزدهرة.. ولدينا مصالح مشتركة لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار».

وتابع «نريد علاقات طيبة مع إيران.. ومشكلتنا معها في تصرفاتها السلبية وبرنامجها النووي وصواريخها الباليستية.. ونتمنى أن نتجاوز الإشكاليات وأن ننعم بعلاقات طيبة».

تساؤلات عن قدرة العراق

لكن المحلل السياسي السعودي عبد الله العساف يرى أن هناك بعض النقاط الخلافية والتي لا يمكن تجاوزها بين السعودية وإيران، من بينها تخلي إيران عن سياساتها القديمة تجاه المنطقة والعالم العربي على وجه التحديد.

وأشار العساف في تصريح صحفي، إلى أن «العراق يحظى بقبول جيد لدى الطرفين في الرياض وطهران، وبشكل خاص مع مجيء مصطفى الكاظمي الذي يقف في المنتصف وعلى الحياد بين الطرفين  ويبتعد عن سياسة المحاور بشكل كبير»، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية الإيرانية قائمة على التدخل في الشأن الداخلي والتمدد، وكل هذه الأمور تمثل معضلة لأي وساطة».

وأثارت تلك المباحثات تساؤلات عن قدرة العراق في إيجاد وساطة ناجحة تجمع الطرفين على مائدة مفاوضات واحدة، خاصة وأن الدول الخليجية تنظر إلى العراق من بوابة النفوذ الإيراني، لما تشكله المجموعات المسلحة الموالية لإيران من تغول كبير في مفاصل الدولة، وسيطرة تامة على القرار السياسي.

وشكك الكاتب والباحث في الشأن العراقي غيث التميمي، بقدرة العراق على أن يكون وسيطاً بين الإيرانيين والسعوديين، مبرّراً ذلك بأن العراق «منطقة نفوذ إيراني» ما يمنعه من أن يكون «الفاعل» في هذا الملف.

وأوضح التميمي في تعليق له، أن «قواعد الاشتباك بين بغداد وطهران غير واضحة بخلاف قواعد الاشتباك بين الرياض وطهران التي هي واضحة وتجعل السعوديين يجيدون التحاور وفقها».

إنعاش لآمال الولاية الثانية

وفي حال نجاح الكاظمي في إحداث اختراق في العلاقات بين الرياض وطهران، فإنه سيسجل إنجازاً كبيراً يُحسب له، خاصة وأن عدة محاولات قام بها رؤساء حكومات سابقين مثل حيدر العبادي وعادل عبدالمهدي قد فشلت، وهو ما يعزز طموح الكاظمي بولاية ثانية.

ويرى المحلل السياسي عماد محمد، أن «الولاية الثانية طموح لكل رؤساء الحكومات السابقين، وبعضهم طمح بالولاية الثالثة، لكن ذلك يعتمد على التوازنات داخل الأطراف التي ستشكل الحكومة، خاصة إذا ما علمنا بأن الكاظمي على وفاق أو تصالح مع التيار الصدري، الساعي إلى حصد المنصب هذه المرة».

وأضاف محمد لـ (باسنيوز)، أن «العراق الغارق في أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانتشار المجموعات المسلحة، ربما لا يستطيع القيام بوساطة من هذا النوع، لكن ما يسانده في ذلك هو رغبة الأطراف المعنية بالجلوس على طاولة الحوار وفتح الملفات الشائكة، ما يعني أن الحوارات تجري بين الطرفين بشكل مباشر، دون الحاجة إلى الوسيط العراقي، فهي في الأصل وساطة شكلية ورمزية».

وشكلت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة العراقية بغداد، يوم أمس، دفعة إضافة إلى مسار المباحثات مع السعودية.

وأشار ظريف في تغريدة عبر حسابه الشخصي، إلى «المشاورات المكثفة التي أجراها مع شخصيات بارزة في العراق مثل عمار الحكيم ونوري المالكي وعادل عبد المهدي وقاسم الأعرجي ورئيس الأساقفة لويس ساكو».

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن ارتياحه لزيارة إقليم كوردستان ولقائه مع الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني و«نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني وقوباد طالباني وبافل طالباني والعديد من الأصدقاء في أربيل».

ما دلالة التوقيت؟

ويرى مراقبون ومختصون، أن توقيت المفاوضات جاء بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، إذ أن السعودية تعتبر وجوده في البيت الأبيض قد يهدّد الأمن والاستقرار، حيث يعطي الديمقراطيون بشكل دائم الضوء الأخضر لإيران بالتوسع في المنطقة، كما حصل في عهد أوباما، ما تسبب بخراب كبير ودمار شامل فيها .

وهذا الحال قد دفع الدول العربية –  وفق هؤلاء  المراقبين – لأن تفكر بمعالجة مشاكلها مع إيران بنفسها ولا تعتمد على دور أمريكي يساهم في استقرار المنطقة، لأن الولايات المتحدة بوجود بايدن قد لا تتحمس لتثبيت الاستقرار.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular