الجمعة, نوفمبر 1, 2024
Homeمقالاتحتى أنتَ يا أستاذ طارق حرب صرت تنكر الحقائق التاريخية التي كالشمس...

حتى أنتَ يا أستاذ طارق حرب صرت تنكر الحقائق التاريخية التي كالشمس في كبد السماء!!! : محمد مندلاوي

 

الأستاذ طارق حرب محامي معروف (خبير قانوني) لكن، بمعزل عن اختصاصه له إلمام بالتاريخ والشعر ونوادر الأحاديث المروية في بواطن كتب القدماء من المسلمين وغيرهم، إنه بحق متَقَصَّص جيد لكلام الفلاسفة والحكماء والشعراء. لقد ألف في هذا الحقل الشيق عدة كتب نقل فيها أحاديث وحكاوي متنوعة عن الذين سبقوه في هذا المضمار الجميل بعقود وقرون عديدة. إلا أني كنت أتوقع أنه ليس كباقي العرب بسنتهم وشيعتهم وعلمانييهم، لا يقلب الحقائق التاريخية وجهاً على قفا ويؤلف الخزعبلات من رأسه، لكن تبين لي إنه منهم، لا يختلف عنهم بشيء عندما يتعلق الأمر بالوجود العربي الطارئ على أرض ميسوبوتاميا (أرض الرافدين).

عزيزي القارئ، الكريم، يوم 04 07 2021 كانت لقناة الشرقية وتحديداً برنامج “أطراف الحديث” الذي يقدمه منذ عام 2007 الكاتب والناقد الدكتور مجيد السامرائي لقاءً صاخباً مع الخبير القانوني الأستاذ طارق حرب، طغى فيه الكلام الخيالي نابع من وحي قصص ألف ليلة وليلة، لا أدري لماذا أطراف الحديث لم تدار بينه وبين المحاور عن اختصاصه القانوني الذي له باع طويل فيه. لقد جرى الحديث بين المحاور والضيف عن هواية الضيف الأدبية والتاريخية واللغوية التي يعدو حرب بخيله في مضمارها الواسع بكل الاتجاهات؟، وهكذا كان اللقاء، تكلم حرب عن أمور عديدة ومنها مدينة بغداد،التي لم ينهضم عندي ما قاله عن هذه المدينة التي كتبت عنها مقالاً قبل لقاء قناة الشرقية مع الأستاذ طارق حرب بأيام قلائل، وكان بعنوان: إنها بغداد الكورد ليست بغداد العروبة يا مصطفى الكاظمي؟. وأنا لا أرد على مجمل ما قاله الأستاذ حرب في أحاديثه الشرقاوية مع الدكتور مجيد، فقط سأرد على جزئية التي تكلم فيها عن مدينة بغداد (بغ داد).

يسأله المحاور الدكتور مجيد السامرائي: اسم بغداد، بغٌ وداد من أين جاء. – للعلم أن الدكتور مجيد ليس محاوراً من إياهم، إنه شخص مثقف ثقافة عالية ويمتلك ناصية اللغة العربية-.

يرد الأستاذ طارق حرب رداً مقتضباً وركيكاً وبطريقة تهكمية نوعاً ما كما ظهرت في حركة يديه وتقاسيم وملامح وجهه التي صارت عريضة حتى بدت نواجذه؟ قائلاً: هذا اسم بغٌ وداد. ويستمر: بغداد ما كانت موجودة!،بغداد كانت أشبه بمزرعة بالصحراء!.لم تكن بغداد!. ويضيف: الجماعة يقولون – لا ندري أية جماعة يقصد؟!- وتمادى الأستاذ حرب في غيه زاعماً: ليست لها مكانة – يقصد بغداد-  ويزعم: لذا عندما سماها، سماها المدورة – يقصد الذي سماها هو الغادر أبو جعفر المنصور- وسماها الزوراء، ومدينة السلام، ويقول الأستاذ حرب: هو سماها المدورة لأن ليست لها اسم!.

دعنا عزيزي القارئ، أن نرد على الجزئية التي قالها وأداها الأستاذ طارق حرب بطريقة دراماتيكية وكأنه يقوم بدور تمثيلي في مسلسل مصري: يرد الأستاذ طارق حرب على سؤال محاور البرنامج الذي سأله: من أين جاء اسم بغٌ وداد. يقول طارق حرب: هذا اسم بغٌ وداد. ولم يقل أستاذ حرب، مَتى وكيف ومَن ابتكر هذا الاسم: بغً وداد!!. أليس هذا هروب وانكسار؟ لأنه لم يرد على سؤال وجه له من المحاور الذي استضافه؟. لقد قال حرب:هذا اسم. طيب يا أستاذ من أطلق هذا الاسم؟ الملائكة في السماء؟ أم أولئك الذين تنسبهم كتبكم المنزهة إلى الجن؟ (كل كوردي على وجه الأرض يكون ربعه جنيا!). ويزعم حرب: أن بغداد لم تكن موجودة!. يقصد لم تكن موجودة قبل توسيعها بآجر المدائن (طيسفون) من قبل الخليفة الغادر ابن الجارية سلامة المدعو أبو جعفر المنصور، الذي ولد في قرية الحميمة في معان في جنوب الأردن التي تبعد آلاف الكيلومترات عن مدينة بغداد؟؟؟. للزيادة، راجع مقالنا المذكور عنوانه أعلاه. لا أذهب بعيداً، لأني ذكرت الجوانب التاريخية القديمة عن بغداد قبل ولادة العقيدة الإسلامية بحدود 2500 عام وقبل المسيحية بحدود 2000 عام في مقالي المشار إليه أعلاه. لكني سأذكر ما جاء في كتاب شهير يستشهد به طارق حرب نفسه إلا وهو (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي 1002- 1072م. يذكر بغداد في صدر الإسلام، قبل الخلافة العباسية والأموية وقبل ولادة أبو جعفر المنصور بأكثر من 70 سنة، يقول في ص 26: كانت بغداد في أيام مملكة العجم – غير العرب؟- قرية يجتمع فيها رأس كل سنة التجار، ويقوم بها للفرس سوق عظيمة. فلما توجه المسلمون إلى العراق وفتحوا – يقصد غزوا- أول السواد، – كان العراق يسمى من قبل العرب بأرض السواد لأنهم حين خرجوا من شبه جزيرتهم الجرداء نظروا إلى الأرض الخضراء التي تبدو من بعيد إسوداً لذا قالوا أرض السواد- ذكر للمثنى بن حارثة الشيباني – ولد عام 635م – 14 هـ  وكان تابعيا- أمر سوق بغداد فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال أنبأنا الحسن بن علي القطان قال أنبأنا إسماعيل بن عيسى العطار قا أنبأنا اسحق بن بشر أبو حذيفة. قال قال ابن اسحق وحدثني عبيد الله: أن أهل الحيرة قالوا للمثنى:إلا ندلك على قرية تأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد، ويجتمع بها في كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق، وهذه الأيام سوقهم يجتمعون فيها، فأن أنت قدرت على أن تعبر إليهم وهم لا يشعرون أصبت بها مالاً يكون فيه عز للمسلمين – نهب أموال الناس عنوة يعتبروه عز!!!- وقوة على عدوهم،وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم الخ. هذا ذكر بغداد كما بيناه لك يا طارق حرب قبل أن يولد العاق أبو جعفر المنصور بأكثر من سبعة عقود؟ كانت مدينة عامرة وتقام فيها الأسواق الكبيرة سنوياً. لمن لا يعلم، دعونا نرى ماذا يعني مصطلح القرية لغوياً عند العرب. تقول المعاجم العربية: القرية بفتح فسكون ففتح جمع قرى، ما تقاربت فيه الأبنية المتخذة للسكن. وتضيف المعاجم: كل مكان اتصلت به الأبنية… . أليست بغداد هكذا بيوتها متصلة ببعضها؟. ويسرد الأستاذ حرب، أن أبي جعفر أطلق على بغداد عدة أسماء كالمدورة والزوراء ودار السلام الخ، لكن حرب لم يجهد ذهنه قليلاً ويفكر لماذا كل تلك الأسماء صار في خبر كان وبقي اسمها الأصيل بغداد إلى يومنا هذا؟ بكل بساطة لأن تلك الأسماء كانت دخيلة على بغداد فلذا تنسى وتمحى من الوجود مع رحيل مبتكرها من هذا العالم إلى عالم اللا عودة. لقد استطاع طارق حرب أن يقول الحقيقة ولا يلغي بغداد التي بنيت على أيدي الكوردونياش الكورد قبل المسيح بحدود 2000 عام إلا أن أبي جعفر المنصور سرق آجر (طابوق) مدينة المدائن – التي كانت إحدى أحيائها باسم “كُرد آباد= الحي الكوردي”- وبنا بها قصور وقلاع بغداد، التي توسعت إلى حد ما في عهده. لقلنا هذا كلام منطقي يقبله العقل والعلم والمنطق، لا أن يسطر الكلم على عواهنه وذلك بسرد مزور على طريقة حكواتي أيام زمان يلغي به التاريخ.

ويستمر طارق حرب في إفكه قائلاً: الجماعة يقولون كانت فيها حضارة، أقول لهم من ملكها. يا أبا زياد، بغداد كانت مدينة جزء من كل، لم تكن دولة قائمة بذاتها،أن الكوردونياش نزلوا من جبال كوردستان   وبنوها، كما أن الگوتيين الكورد أيضاً هبطوا من جبال كوردستان وبنو كركوك قبل أن تبني الكوردونياش مدينة بغداد، للعلم، إبان تاريخ بناء بغداد وكركوك لم يولد بعد قومية ما باسم العرب؟ إذا تيترض حرب أو غيره على ما نقول، فليتفضل ويبرز لنا وثيقة معتبرة تقول أن العرب كجنس بشري متميز كانوا موجودون على الأرض في جزيرتهم الجرداء أو في غيرها باسمهم هذا: العرب.

الأستاذ المحامي طارق حرب زعم في سياق حديثه: لم تكن بغداد موجودة. وفي ذات اللحظة قال: نعم كانت هناك كنائس مسيحية منتشره في هذا المكان – بغداد- وكانت حانات قريبة من هذه الكنائس. يا ترى من كان يرتدي هذه الحانات الأشجار أم البشر؟؟ أليس هذا يعني إنها كانت مدينة عامرة فيها ناس وحانات وأماكن عبادة وأسواق للتبضع الخ؟؟

على طريقة قص ولصق وخلط الواقع بالخيال يزعم حرب: بغداد لم تكن إلا مزرعة، هكذا بساتين حولها أبو جعفر المنصور من بساتين، وفي لحظة اللاوعي قال حرب: قبل هذا كانت خرا… . ووقف لم يكمل، أراد أن يقول خرائب يعني إنها كانت مدينة عامرة بأهلها، لم تكن صحراء كما زعم، فلذا لم يكمل الكلمة قطعها من النصف؟؟. لنفترض جدلاً كانت مزرعة، هل الملائكة زرعوها أم هناك أناس تسكن بجنبها تقوم بزراعتها؟؟. يا طارق حرب، بلا شك أن الغادر أبو جعفر وسع فيها لكنها كانت مدينة موجودة قبل أن يخلق آباء وأجداد أبو جعفر في معان في الأردن.

وعلى طريقة من كل قطر أغنية يزعم حرب يذكر أحد من الموسيقيين ويحاول أن ينسبه إلى بغداد، إلا وهو عبد القادر مراغي 1353- 1435م وهو من مراغة في شرق كوردستان (إيران) وتوفي في شيراز في جنوب إيران. للعلم تقع مدينة مراغة قرب مدينة مهاباد، بالإضافة إلى مدينة مراغة توجد ضمن حدود مهاباد قرية باسم مراغة. وذكر حرب ايضاً الموسيقار زرياب الكوردي اسماً وانتماءً، إلا إنه بطريقة ما حاول أن يعطيه هوية عربية!!. بلا شك الدكتور مجيد السامرائي شخص أكاديمي ومثقف لكن لم يوقف حرب عندما شطح كثيراً ترك له الحبل على الغارب لم يعده إلى جادة الصواب. وفي سياق هلوسته قال: إن محمود شكري الآلوسي حصل على أول نوبل من ملك السويد!!!. لقد سميت هذه الجزئية بالهلوسة لأنها فعلاً هلوسة، لأن العراق لم يحصل قط على مثل هذه الجائزة قط لا قبل أن يؤسس على أيدي البريطانيين (الكفار) وإلى يومنا هذا. نعم، دولة إسرائيل حصلت عليها 12 مرة، وحصلت عليها مرتين سانت لوسيا نفوسها 180 ألف نسمة؟؟. وحصلت عليها غانا في إفريقيا مرة واحدة. وكذلك كينيا حصلت عليها مرة واحدة. نحن الكورد نقول عن كذبة مثل كذبة طارق حرب: درۆی شاخدار= كذبه لها قرون.

وذكر طارق حرب في سياق حديثه المطربة سليمة مراد المرأة اليهودية التي صارت مسلمة. لكن حرب يقول إنها استسلمت، أي صارت مسلمة. وهذا عين الصواب غير المسلم إذا أسلم يستسلم للسيف الإسلامي، اسلم تسلم وإلا لحقك إثم… . تماماً كذلك النص والسيف الذي في علم سعودية تجد في أعلى العلم مكتوب الشهادة وفي أسفله رسم للسيف العربي، وهذا يعني إذا لا تقبل الذي في الأعلى إلا وهي الشهادة نستخدم الذي في الأسفل إلا وهو السيف؟.

وفيما يتعلق بمس بيل تلك البريطانية الشمطاء التي أسرها (إبراهيم ابن عبدگه) لكن طارق حرب يكذب هذه الحادثة التي رواها العلامة علي الوردي وسلمان فيضي، ويزعم بأنها أسطورة ليست لها صحة؟؟. لكن هناك حادثة مماثلة حصلت وكان فيها ابن عبدگه كعادته شهماً وشجاعاً وتصرف مع الأسيرة “زيتون بوكانن” وقبلها تعامل مع مس بيل بأخلاق كوردية نبيلة تحترم المرأة. إلا أن زيتون بوكانن بعد عدة أعوام ألفت كتاباً عن تلك الحادثة وصفت فيه ما جرى لها في تلك الحادثة، لكن للأسف أن السيدة زيتون نسبت ابن عبدگە وجماعته إلى العرب!!! وعنونت كتابها باسمهم:   IN THE HANDS OF ARABS  = في قبضة العرب. ويزعم حرب بأن مس بيل لم تزر جنوب العراق!!!. مع إنها زارت الجزيرة العربية والتقت بابن سعود، هناك أفلام وصور تشهد وتؤكد لهذا اللقاء، يا ترى كيف عادت إلى العراق؟؟ هل توجد طريق آخر غير تلك التي تمر في وسط جنوب العراق؟؟. لفته عن الأسماء الكوردية في بغداد، كانت ولا زالت أحياء ومواقع عديدة في بغداد بأسماء كوردية لكن العرب يلفظونها بصيغ عربية يفقد الاسم معناها الحقيقي ومنها: 1- الگاوریە تقع على نهر دجلة، الگاور باللغة الكوردية يعني الكافر، وغير المسلم.2- تَپە كورد قرب منطقة الفضل، ومن سكنة تپە كورد كانت عائلة نوري السعيد رئيس وزراء العراق السابق في العهد الملكي. 3-حي المندلاوية، أي سكنته من قضاء مندلي إحدى مدن جنوب كوردستان.4- شورجه منطقة وسوق في وسط بغداد، وتعني الأرض السبخة. 5- وباب كلوازي، كان اسماً لإحدى أبواب بغداد الذي يسمى الآن باب الشرقي، أن اسم “كَل= Kal” يعني القلعة و”وازي = Wazi” يعني مفتوح، وجمعهما معاً يعني القلعة المفتوحة. 6- وهكذا باب العجمي، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمام الكوردي عبد القادر الگيلاني، الذي سمي فيما بعد بباب الطلسم، لقد فجره الأتراك الملاعين بعد هزيمتهم المدوية على أيدي (الكفار) وانسحابهم من بغداد عام 1917. للعلم، أن بناء الأسوار حول المدن والقرى عادة كوردية قديمة كسور الميدي حول بابل. أو سور الذي بناه الملك گلگامیش في سومر. والسور الموجود إلى الآن حول مدينة آمد (ديار بكر) في شمال كوردستان. وسور أربيل الذي عثر قبل عدة أعوام على بقايا منه.7- عگد الأكراد الذي يقع في شارع الكفاح قرب مرقد الإمام عبد القادر في باب الشيخ. 8- منطقة وشارع شيخ عمر نسبة للعالم الكوردي عمر السهروردي. 9- مرقد بهلول الكوردي، الذي عاش في زمن هارون الرشيد، وله قصص مؤثرة مع الخليفة هارون.10- دربونة (فرع) دشتي في شارع الرشيد. 11- سوق السراي، وتعني السوق التي تقع في مفترق طرق. 12- منطقة حيدر خانة، خانة كلمة كوردية تعني البيت، أي بيت حيدر الخ الخ الخ.

19 07 2021

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular