الأربعاء, مايو 1, 2024
Homeالاخبار والاحداثرابطة الأكاديميين الإيزيديين:بيان للرأي العام/ الغزو العسكري التركي في سوريا ينتهك القانون...

رابطة الأكاديميين الإيزيديين:بيان للرأي العام/ الغزو العسكري التركي في سوريا ينتهك القانون الدولي ويزعزع استقرار المنطقة ويقوي تنظيم “داعش”!

يبدو أن كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترامب قد وصلا لتفاهم ما حول التطورات في سوريا. هكذا يفهم العالم ما حدث ويحدث. لقد قرر الأميركيون سحب قواتهم من مناطق شمال ـ شرق سوريا، بغية منح الفرصة لأردوغان، لكي يرسل قواته لمحاربة الكرد، واحتلال مناطقهم. لقد فقد ترامب مصداقيته، وخان الكرد. الغزو التركي ضد مناطق شمال ـ شرق سوريا لا يقوم به جنود الجيش التركي فقط، بل أيضا المجموعات المسلحة السورية التي تطلق على نفسها أسم (الجيش الوطني السوري/الجيش السوري الحر). وهذه المجموعات تضم الآلاف من الجهاديين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش، وشاركوا في الإبادة التي طالت الإيزيديين في شنكال بداية شهر أغسطس 2014 م. لقد اختار كل من ترامب وأردوغان الصمت، وقبلوا برؤية الآلاف من الاطفال والنساء والمسنين وهم يٌقتلون ويٌهجرون ويتم الاستيلاء على دورهم وأرضهم، بدون أي سبب أو ذنب أرتكبوه.

الغزو العسكري التركي للأراضي السورية، والذي أنطلق في 08/10/2019 منافي لكل القيم والأعراف، وينتهك القانون الدولي. فبحسب مواد القانون الدولي المتعارف عليها، لا يحق لأي دولة أن تزحف عسكريا داخل أرض دولة مجاورة، وتنتهك سيادتها، وتهدد استقلالها وسلامة أراضيها. فهذه المسلمة معروفة، وتشكل الأساس في استقرار النظام الدولي، وتهدف للحفاظ على السلم الدولي وحماية السكان المدنيين، عبر منع اندلاع الازمات المسلحة، والحيلولة دون ترجيح الحل العسكري لها. ومن هنا فلا يحق لتركيا الزحف عسكريا، إلا في حالة الدفاع عن النفس، عند حدوث هجوم عسكري من الجانب السوري، وهو ما لم يحدث.

نتائج الغزو العسكري التركي للأراضي السورية كارثية. فمنذ أغسطس 2014 م، يقاتل الكرد إلى جانب الأميركيين في كل من العراق وسوريا ضد تنظيم داعش“. لقد تحرك المقاتلون الكرد من سوريا سريعا لانقاذ حياة عشرات الآلاف من الايزيديين من براثن إرهابيي داعش، الذين هجموا على شنكال ومحيطها في أغسطس 2014 م وحاصروا المدنيين فيها، بغية قتلهم وسبيهم. والآن يٌحتجز ما بين 70.000 و100.000 من مقاتلي داعشفي سجون قوات سوريا الديمقراطية. وفي حالة مواصلة الجيش التركي الزحف العسكري، وتهديد المنطقة، فإن هناك احتمال كبير بأن يفر هؤلاء المجرمون الخطرون من السجون، ويشكلون ـ من جديد ـ تهديدا وجوديا للأقليات الدينية الصغيرة في المنطقة. إن الاقليات الدينية والعرقية في المنطقة مثل الإيزيديين و السريان/الآشوريين والأرمن مهددون بالإبادة مرة أخرى، في حالة إطلاق سراح وهروب هؤلاء المجرمين الدمويين. سيساهم هذا الوضع المأساوي في حدوث حالة من الاضطراب والحروب في منطقة الشرق الأوسط لسنوات طويلة قادمة، وسيضطر الملايين من البشر إلى الهروب والفرار. فمنذ بدء هجوم الجيش التركي أضطر مئات الآلاف من المدنيين من مختلف الأثنيات والأديان للهروب والفرار من مناطقهم.

ماذا يفعل الاتحاد الأوروبي ازاء كل ما يحدث؟. ان الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع الجانب التركي فيما يخص اللاجئين، قد ربط يديه، وحد من قدرته على التدخل والضغط. فأردوغان يهدد الأوروبيين بفتح الباب من جديد، والسماح لمليون لاجئ سوري بالزحف باتجاه أوروبا. يهدد أوروبا بأغراقها باللاجئين. وفي كل مرة يطلق فيها أردوغان مثل هذا التهديد، ينتاب الخوف والفزع الساسة والمسؤولين في أوروبا. ان السياسة الأوروبية مطالبة باتخاذ موقف جدي وصارم تجاه تهديدات أردوغان، وعدم الخضوع له والانحناء أمام إبتزازاته وتلويحه بخلق الاضطرابات وحالة من زعزعة الاستقرار داخل أوروبا. إن الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا لا يجب أن يكون على حساب حقوق الاقليات، وعلى حساب اجراءات حماية وجودهم وسلامتهم، كذلك لا يجب أن يكون على حساب القانون الدولي. الاتحاد الاوروبي يملك الكثير من أوراق الضغط السياسية والاقتصادية إزاء شريكه التركي.

إن رابطة الأكاديميين الإيزيديين (GEA) تناشد كل قوى العالم، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياتهم إزاء ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من انتهاكات ومجازر بحق الانسانية والانتصار لقيم ومكتسبات الحضارة الأوروبية، مثل حقوق الانسان والحريات والسلام، ومنح القوى الديمقراطية فرصة لتحقيق السلام والاستقرار والتعبير عن ذاتها بعيدا عن الحروب والتهديد والتهجير والتطهير العرقي.

ما المطلوب من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الآن؟.

1ـ لإحتواء دوامة العنف في سوريا والدول المحيطة بها، ووضع حد للانتهاكات هناك، يجب اصدار أمر فوري، وبدون شرط، لوقف تصدير السلاح وكل المستلزمات العسكرية لتركيا والاطراف الاخرى المتورطة في الصراع هناك. فالأسلحة المرسلة لهذه الأطراف تٌستخدم ضد السكان المدنيين في سوريا وغيرها، من الذين لا حول لهم ولا قوة.

2ـ يجب اتخاذ تدابير وخطوات ملموسة لحماية الاقليات، وخاصة الايزيديين والسريان/الآشوريين والأرمن. إن الحرب الحالية وتمكين الجهاديين والمجموعات المسلحة المتشددة، يهدد وجود هذه الاقليات الدينية الصغيرة، ويهدد استمرايتها في المنطقة، وهي المتجذرة فيها منذ آلاف السنين. إن تحقيق مناطق آمنة لهذه الاقليات في سوريا، لا يٌسمح فيها بتحليق الطيران الحربي، أمر حيوي وضروري للغاية.

3ـ يجب إطلاق المباحثات السياسية وتكثيف الاتصالات الدبلوماسية من أجل خلق الاستقرار في المنطقة، وذلك لحامية المدنيين والاقليات المهددة هناك، وأيضا يأتي ذلك لمصلحة أوروبا. فالتدخلات والغزو العسكري لن يخلق السلام والاستقرار، بل سيخلق المزيد من المهجرين واللاجئين والفارين من بلادهم.

4ـ يجب ضمان وصول المساعدت الانسانية للمنطقة وفتح الطريق أمام منظمات الاغاثة الدولية للوصول إلى المنطقة والعمل هناك بشكل آمن، وذلك لضمان وصول الأدوية والمواد الغذائية الأولية للسكان المدنيين الذين اضطروا للهروب من منازلهم ومناطقهم.

رابطة الأكاديميين الإيزيديين (GEA)

إيسن/ ألمانيا في 13/10/2019

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular